ادعى أنه «مهتم جداً» بشؤون وأحوال سجن باغرام. لقد عبر عن قلقه العميق إثر إعلان وزير العدالة الأميركية أن النظام القضائي لسجناء باغرام - وهو مكان اعتقال يقع على بعد 60 كم شمال العاصمة كابول - سوف لن يتغير في الوقت الراهن على الأقل. وصرح لصحيفة اللوموند أنه تم تكوين رأي سلبي جدا على كافة مراكز الاعتقال سواء في باغرام أو في أماكن أخرى من البلاد، مشيرا إلى أنه من غير المقبول غياب أي معلومة عن هذه السجون بالنسبة للمعنيين بشؤونها. وأضاف أنه لم نستطع التوصل إلى مراكز الاعتقال، السجناء أنفسهم لايعرفون شيئا ، بل ليس لديهم الحق في التعرف على أسباب اعتقالهم أو عن المصير الغامض الذي ينتظرهم.
الإدارة الأميركية بررت هذا الغياب لكل ضمان قضائي في كون أفغانستان- على عكس قاعدة غوانتانامو في كوبا- تمثل «منطقة حرب» ولكن بالنسبة للمدافعين عن حقوق الإنسان ومنهم هومان ريفتس، فإن هذه «الحفرة السوداء» تشجع حتما على كافة أعمال التعسف والانتهاكات.
في عام 2006 نشرت مجلة نيويورك تايمز تحقيقا مثيراً كشف كيف أن معتقلين اثنين متشابهان إلى حد بعيد من حيث الشكل وهما ديلادار وها بيبلا قد تم تعذيبهما بطريقة أكثر من وحشية حتى الموت نهاية عام 2002 ويفيد السيد داستغير هدايات، المسؤول في اللجنة المستقلة لحقوق الإنسان في أفغانستان أنه عندما يتم تحرير أحد المعتقلين، فإنه يأتي حالاً إلى مكان عملنا ليروي لنا قصصاً حول التعذيب الذي تعرض له ورفاقه.
وكما في غوانتانامو، فإن السجناء في باغرام، وبإيعاز من رئيس السجن، يرتدون زيا برتقاليا موحدا ويتم تشكيل أرجلهم وأيديهم بالأغلال والقيود ويلقون على أرض الزنزانة حيث لايستطيعون الاستلقاء أو التمدد نظرا لضيقها وصغر مساحتهم ثم يحرمون من النوم باستخدام أفظع الأساليب الوحشية.
في تقييم لسجن باغرام نشر في آب 2008 ذكر هيومان رايت ووتش بقصة التحقيق المطول الذي أجرته الجندية انجيلا بيرت والذي يروي بالتفصيل قصة التعذيب التي لا تمت إلى الإنسانية بصلة إلى حد دفع بها إلى أن تقول إنه أسوأ سجن رأيته في حياتي .
يرى داستغير هدايات أن القرار الذي يقضي بعدم تغيير النظام القضائي الاستثنائي (الشاذ) لسجن باغرام له نتائج كارثية على المستوى السياسي في البلاد، إذ إنه يعزز الرأي الشعبي أن حكومة حميد كرازي لاتستطيع حماية سيادة البلد في وجه الولايات المتحدة الأميركية ولا تستطيع حتى حماية مواطنيها من أعمال التعذيب ، ما يزيد الهوة بين الشعب والدولة. كاسيم أكغار، رئيس تحرير صحيفة Hasht -e- sobh، اليومية الناطقة باللغة الفارسية والتي تصدر في كابول، استخلص نتائج أكثر راديكالية فيما يخص سجن باغرام ويرى في موقف واشنطن المتعنت حيال تحسين النظام القضائي فيه «تشجيعا على المزيد من العنف» كتب في ثورة غضب في افتتاحيته إن «الأميركيين» يجب أن يقرنوا أفعالهم بمبادئ حقوق الإنسان المدرجة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، فمن شأن هذا التناقض الصارخ أن يتم استغلاله من قبل أسياد الحرب السابقين والحاليين لتبرير أفعالهم الإجرامية. ومن الجانب الطالباني، يؤدي هذا الأمر إلى مزيد من التمرد والعصيان!!