زاره يوماً أحد الشعراء وطلب منه أن يفحصه ويكتب له وصفة طبية، ففحصه وكتب له الوصفة التالية:
ثلاث هن من شِرْك الحِمامِ
وداعية الصحيح إلى السقامِ
دوام مُدامة ودوام وطءٍ
وإنزال الطعام على الطعام
ويحكى أن مريضاً فقير الحال جاءه يوماً، فكتب له الوصفة الطبية التالية على قصاصة من الورق:
«مريضٌ ولكنْ داؤه في جيوبه
فليت ندى أهل الندى من نصيبه»
وسلم الوصفة إلى المريض وقال له: ولكن هذا الدواء غير موجود إلا عند «سليم بك بسترس» وكان هذا من الوجهاء الأثرياء ومن أصحاب الأيادي البيضاء في ذلك الزمان.
ويروي الراسي أيضاً أن أحد مشاهير الأطباء اللبنانيين في مطلع القرن العشرين ذهب إلى الأستانة - استانبول - لكي يقدم امتحاناً خاصاً يعطى بموجبه إذن مزاولة المهنة، حسبما كانت تقضي القوانين في تلك الأيام، فسأله رئيس اللجنة الفاحصة «ما المعرِّقات؟» فارتبك الطبيب ولم يقدر أن يسمي أي عقاقير يمكن استعمالها لتعريق المرضى. فصاح به رئيس اللجنة: أجب. ألا تعرف ما المعرقات؟ عندئذ ومن الخوف، صار العرق يتصبب من جبينه، فقال: المعرِّقات يا سيدي كثيرة ولكن أهمها الوقوف في حضرتكم.