وقد قيل إن من مكان يعاديه وضع له حكايات والله أعلم، ثم إنه يقدم له تعريفاً آخر في هامش الصفحة، على أنه رجل أسطوري قيل إنه سكن الكوفة بالعراق، يضرب به المثل في الحماقة والبلاهة وتنسب إليه الفكاهات والنوادر.
وعن مكي بن ابراهيم وهو أحد الثقات في القرن الهجري الثاني - توفي 215هـ إنه يقول: رأيت جحا رجلاً كيّساً ظريفاً، وهذا الذي يقال عنه «مكذوب عليه»، وكان له جيران مخنثون يمازحهم ويمازحونه فوضعوا عليه.
وعن عباد بن صهيب - من القرن الهجري الثاني - إنه قال: قدمت الكوفة لأسمع من اسماعيل بن خالد - حافظ ثقة - فمررت بشيخ جالس فقلت: يا شيخ كيف أمر إلى منزل اسماعيل بن خالد؟ فقال: إلى ورائك، فقلت: أرجع؟ فقال: أقول لك وراءك وترجع؟! فقلت: أليس ورائي خلفي؟ قال: لا. ثم قال: حدثني عكرمة عن ابن عباس (وكان وراءهم) أي: بين أيديهم، قال: قلت بالله من أنت ياشيخ؟ قال: أنا جحا.
وعن أبي الحسن: قال رجل لجحا: سمعت من داركم صراخاً. قال: سقط قميصي من فوق. قال: وإذا سقط من فوق؟ قال: يا أحمق لو كنت فيه، أليس كنت قد وقعت معه؟!
وهبت يوماً ريح شديدة، فأقبل الناس يدعون الله ويتوبون، فصاح جحا: يا قوم، لا تعجّلوا بالتوبة، وإنما هي زوبعة وتسكن..!