وأخرى تحمل إيقاعاً عند سماعها فتفرحهم رغم أنها تفتقد أي معنى..
- ولكن هل توقفت، للحظة وشعرت أن اسمك يسبب لك الحرج؟
الإجابة ستكون نعم عند غالبية الشباب.
هذا ما يحدث مع فرح وهو ليس فتاة بل شاب عمره 19 عاماً جاء ثمرة عشر سنوات من الزواج لذلك عندما أتى إلى الدنيا كان أكبر فرحة لوالديه فسمياه فرح دون أن يعلما ما يسببه الاسم له من إحراج فحدثني بامتعاض:
إن اسمي يسبب لي الكثير من المواقف التي لا أحسد عليها ففي المعهد وعندما ينادي الاستاذ: فرح يتوقع أن تقف له فتاة ويتفاجأ جداً عندما يراني أنا لتبدأ الهمسات والضحكات من أصدقائي، حتى أن كثيراً من رفاقي يظنون أنني وبسببه أميل إلى الفتيات بهدوئي وهذا يضعني في موقف محرج وعندما قررت أن أغير اسمي تسببت بمشكلة مع أهلي.
هذا هو الحال نخرج إلى الدنيا ونحن نحمل علامةً مميزةً لكن قد لا تعجبنا أو لا يكون ما نرغب أن نتسمى به.
فكثيرون قد يقرؤون هذه المادة وينظرون إليها بشكل عادي لكن لو تمعنا باسمائنا لوجدناها أمراً في غاية الأهمية، فهذا الاسم هو ما يحقق وجودك في محيطك، ويعرف الآخرين على شخصيتك وهو ما يتبقى من الإنسان عندما يرحل عن الحياة ولذلك يستحق أن نقف عنده برهة.
وهناك العديد ممن التقيتهم يرون أن الاسم لا يعني شيئاً والمهم هو حامله وما يمتلكه من خلق وسمعة طيبة.
فمنار تقول:
مع أن اسمي قد يكون لشاب وفتاة في الوقت نفسه إلا أنه لا يسبب لي أي إحراج لأني أؤمن أن الإنسان هو من يعطي مكانة لاسمه وليس العكس فكم من أدباء وعلماء وفنانين كبار قد تكون اسماؤهم قديمة لا تناسب هذا العصر ومع ذلك نقتدي بها ونذكرها بكل فخر واحترام.
وأضافت مادلين وهي مدربة رياضية:
مع أنني بحثت في جميع القواميس لم أجد معنى لاسمي لكن هذا لا يزعجني فهذا ما تم اختياره لي وأصبح جزءاً مني ومن هم حولي لا يحبونني لاسمي بل لشخصيتي و عفويتي وصدقي وهو الأهم بالنسبة لي.
آراء متضاربة بين من يحرجهم اسمهم وآخرين مقتنعين وراضين به وبعضهم لم يفكر مرةً باسمه.
وبالنسبة لنسرين مدرك وهي متخصصة في الإرشاد الاجتماعي ترى أن:
الاسم شيء مهم ومميز لكل شخص فينا فهو مجموعة من الحروف تحمل شخصيتنا وسلوكنا وتصرفاتنا فهو هويتنا الدائمة أينما ذهبنا حتى إنه الذكرى التي تبقى لأولادنا وأحفادنا.
وصحيح أن هذا العصر جعل غالبية شبابنا يتمسكون بقشور العصرنة ليس إلا وما يهمهم هو المظهر قبل كل شيء فالمهم أن يكون الاسم شبيهاً باسم فنان مشهور حتى لو كان ليس له معنى فما نبتغيه من أجيالنا الصغيرة الصاعدة أن ننشئها على الأمور الجوهرية ونوعيها بأن كل هذه المظاهر زائلة ويبقى سلوك الشخص وجهده هو ما يحبب الآخرين به.