تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الســـــاحل.. الواقـــــع البيئي .. وضبابيــــــــة الانفـــــراج.. الحلـول البيئية .. وعـود تنتظر من يقــرّب موعــد تحقيقها

تحقيقات
الخميس 19-3-2009م
غانم محمد- جمانة أسمر

بمقاربة بسيطة مع الأرقام الرسمية التي تشير إلى وجود (10) شجرات زيتون و (3) شجرات من الحمضيات مقابل كل مواطن، فإن ما مجموعه من (40-50) شجرة بشكل عام تقابل كل مواطن في محافظة طرطوس إذا ما أضفنا الأشجار الحراجية إلى إحصائيات رسمية بخصوص الزيتون والحمضيات.

هذه المقدمة الجميلة يفترض أن تنشر على جوّ محافظة طرطوس نفحة وردية من العبق والطيب وأن يطغى نفسها الطيب على كل شيء سواه، فهل هذا هو واقع الحال أم أن في متاعب المحافظة البيئية ما فيها ؟‏

على الطرف المناقض لما تقدم، تنتج محافظة طرطوس ما يزيد على (500) طن من النفايات الصلبة يومياً وحوالي (50) مليون متر مكعب من مياه الصرف الصحي سنوياً فأي الكفتين أرجح؟‏

التلوث والمعاناة من مشاكل الصرف الصحي وما يتبع هذا التلوث أو تلك المشاكل لا يقتصر على محافظة طرطوس وحدها ولكن ولخصوصية المحافظة ولكونها مدينة ساحلية سياحية جميلة، ولقرب التجمعات السكنية من بعضها بعضاً بحيث يجعل المحافظة متصلة سكانياً ولارتفاع منسوب المياه الجوفية ونسبة الهطل المطري المتراوح بين (850-1150) مم سنوياً جعلت موضوع التلوث والصرف الصحي يبرز إلى الواجهة متقدما على أي أولوية أخرى لدى المعنيين في المحافظة.‏

أينما عرجت في محافظة طرطوس تصادفك الشكوى من حالة ليست متوافقة مع شعاراتنا الهادفة إلى حماية البيئة، فمن صرف صحي ينتهي بأراض زراعية ويوزع تلوثه شمالاً ويميناً إلى مكب للقمامة وسط حقول الزيتون، إلى شكوى مزمنة من مياه الجفت إلى خوف حقيقي على مياه سد الباسل إلى ما يشبه المعاناة جوار معمل إسمنت طرطوس إلى بانياس حيث المحطة الحرارية ومصفاة تكرير النفط ...الخ.‏

مخاطر كثيرة‏

إن كانت الروائح الكريهة المنبعثة من خزانات تجميع الصرف الصحي أو القريبة من مصبات هذا الصرف قد أصبحت مألوفة للكثيرين فإن المخاطر الجمة التي تتركها آلية الصرف الصحي الحالية لا تحتمل، فمن تلوث مياه البحر بشكل مباشر إلى الخوف على مياه الشرب إلى تلوث المسطحات المائية وخاصة بحيرة سد الباسل ومجرى نهر الأبرش والمسيلات الصغيرة إلى انتشار الكثير من الأمراض وخاصة في فصل الصيف على خطر التعامل بالحرق مع النفايات الصلبة وخاصة الموجودة ضمن حقول الزيتون كما هو موجود في الصفصافة إلى انتهاء الصرف الصحي في مناطق كثيرة وسط الحقول الزراعية كل ذلك يزيد الخوف والقلق لدى الجميع في هذه المحافظة ولئن كانت الحلول القادمة نوعية ومتميزة وتعيد الطمأنينة إلى القلوب فإنه من حقنا أن نطرح السؤال: لماذا تأخرت هذه الحلول حتى الآن ؟‏

موضوع الصرف الصحي هو البوصلة البيئية في محافظة طرطوس وقد سبقنا زملاؤنا إلى طرح مخاوفهم من هذا الموضوع وخاصة في جانبه المتعلق بأثره السلبي على المسطحات المائية وبالتحديد بحيرة سد الباسل جنوب غرب صافيتا، وللتذكير فقط فإن (15) مصباً لمياه الصرف الصحي تنتهي في بحيرة الباسل مباشرة (مصبات صافيتا الجنوبية، مصبات بلدية بيت الشيخ يونس، مصبات قرية أبو حمدان، مصبات قرية الكنيسة، مصب قرية بيت دقيق، مصبات بلدية اليازدية، مصبات بلدية بعمرة، مصبات بلدية السيسنية، مصبات قرية (ام حوش) او بشكل غير مباشر حيث تصب في نهر الابرش الذي يغذي بحيرة الباسل(مصبات بلدية الكفرون، مصبات بلدية مشتى الحلو، مصبات بلدة البارقية، مصب قرية حابا، مصب بلدية المتراس، مصب بلدية بدادا) ولايختلف الامر كثيرا بالنسبة لنبع الدلبة ونبع بمحصر(وان غابت المصبات المباشرة) فإن مصبات دوير رسلان وبلدية بمنة ومخلفات الجور الفنية في قرى البريخية وحاموش رسلان وبمحصر والعوينات وبستان الصوج والمعمورة وبجنة الجرد وعين الذهب وحيلاتا وديرونة وبويضة الشيخ مسلم وحميص غير المباشرة تقترب في خطرها من هذين النبعين اللذين يرويان عدداً من القرى ويعود الوضع ليتأزم في بحيرة سد الصوراني والتي تصب فيها بشكل مباشر مصبات بلدة برمانة المشايخ ومصبات قرية مجبر ومصبات الوادي الأخضر إضافة إلى مصبات قريبة منها (كاف الجاع وبشراغي) ومخلفات الجور الفنية التي تتسرب مياهها إلى الحوض الصباب في قرى حمام قنبة والشعرة وتلة والمجيدل وعين قضيب..‏

حالة خاصة‏

مدينة صافيتا شأنها في ذلك شأن معظم مدن ومناطق وبلدات وقرى المحافظة قصة معاناتها مع الصرف الصحي ليست حديثة العهد ويزيد الطين بلة في هذه المدينة كون شبكات الصرف الصحي قديمة وصممت لتستوعب تصريف نحو (10) آلاف نسمة كما يقول رئيس مجلس مدينة صافيتا الياس الصايغ، فكيف سيكون بإمكانها التصريف لأكثر من (30) ألف نسمة هو عدد سكان صافيتا الآن؟‏

هذه بعض الحالات وليست كلها، والعناوين تشير إلى ما يخيف، بينما الحديث الرسمي يحاول أن يستحضر الوعد من خلال عدة دراسات وقرارات ومشاريع بدئ ببعضها وبعضها الآخر ما زال ينتظر.‏

من 30-40 مليون ليرة‏

المهندس مازن غنوم المدير العام لشركة الصرف الصحي في محافظة طرطوس أكد المعلومات السابقة وأكد أهمية ونوعية الحلول المتمثلة بمحطات المعالجة المقررة ولدى سؤاله عن سبب التأخير بإطلاق هذه المحطات قال: الدراسات أخذت وقتاً طويلاً وتم إدخال بعض التعديلات عليها وأن تصل متأخراً خير من ألا تصل، وعن الفترة اللازمة للبدء باستخدام هذه المحطات قال: تحتاج من سنتين إلى ثلاث لأن إنشاءها ليس بالأمر السهل كما يعتقد البعض إضافة إلى البناء هناك التجهيز الكهربائي والميكانيكي والتجريب والتشغيل وكل محطة معالجة عبارة عن معمل معقد وتبلغ كلفة المحطة الواحدة من 30-40 مليون ليرة سورية باستثناء المحطة المركزية التي تزيد كلفتها عن المليار ليرة سورية‏

غنوم أشار إلى نجاعة الحلول القادمة وأهميتها لكنه عاد للتذكير بأن إنجازها يحتاج إلى الكثير من الوقت والعمل المضني ولكنها بالنهاية ستخلص محافظة طرطوس من كل تلوث.‏

حلول قادمة‏

المعلومات والتوجيهات في محافظة طرطوس تشير إلى أن هناك دراسة إقليمية لواقع الصرف الصحي في محافظة طرطوس، وتشمل (21) خطاً رئيسياً للصرف الصحي في طرطوس بحيث يخدم كل خط القرى الواقعة فعلى جانبيه وفي نهاية كل خط ستكون هناك محطة معالجة إضافة للمحطة الرئيسية في مدينة طرطوس (جانب مكتب الدور) وقد تم التعاقد عليها مع شركة طهران ميراب الإيرانية بكلفة مليار و(200) مليون ليرة سورية وقد أخذت الشركة أمر المباشرة وستحل هذه المحطة مشكلة الصرف الصحي في مدينة طرطوس نهائياً ونأمل ألا يحدث أي طارىء يؤخر، وضعها في الاستخدام كما هو متوقع ومتفق عليه (خلال ثلاث سنوات)، ولكن وإلى أن توضع هذه المحطة بالخدمة هناك مشروع إسعافي سيكون بالخدمة هذا العام وهو مشروع المفيض البحري حيث يوجد في مدينة طرطوس (15) خط صرف صحي تصب في البحر مباشرة وهذا المشروع سيعمل على تجميع كل هذه الخطوط في خط واحد يصب على عمق حوالي (4كم) في البحر حاليا وعندما توضع محطة المعالجة الرئيسية بالخدمة سيضخ مياه الصرف الصحي إليها ويبقى جاهزاً للعمل في حال تعطلت المحطة...‏

وكما أسلفنا فإن هناك (21) خطاً رئيسياً للصرف الصحي سينتهي كل خط بمحطة معالجة وهذه الخطوط مدروسة بشكل جيد بحيث تغطي كل المحافظة وتتصدى وزارة الإسكان والمرافق لهذه المشاريع وليس لمحافظة طرطوس أي دور فيها سوى المتابعة وتسجيل الملاحظات عليها.‏

ولتوضيح خارطة الصرف الصحي في محافظة طرطوس نذكر.‏

يوجد في محافظة طرطوس 391 مصبا منها 80 مصبا تنتهي الى البحر مباشرة.‏

21 محطة معالجة لمياه الصرف الصحي هي: محطة معالجة مدينة طرطوس، محطة معالجة صافيتا، و محطة معالجة بعمرة، محطة معالجة السيسنية، محطة معالجة الدريكيش، محطة معالجة الشيخ بدر، محطة معالجة برمانة المشايخ، محطة معالجة سمريان، محطة معالجة وادي العيون، محطة معالجة بانياس، محطة معالجة العديدة، محطة معالجة الدلبة، محطة معالجة الحميدية، محطة معالجة المجمع الساحلي الشمالي، محطة معالجة جب الأملس، محطة معالجة جنينة رسلان، محطة معالجة اليازدية، محطة معالجة الهرمل، محطة معالجة أم حوش، محطة معالجة المسقس، محطة معالجة ديرون.‏

طول شبكة الصرف الصحي ضمن الحدود الإدارية لمحافظة طرطوس 1750 كم.‏

النفايات الصلبة‏

تنتج محافظة طرطوس يومياً حوالي (500) طن من النفايات الصلبة ويوجد في المحافظة (100) مكب للقمامة وغالبا ما يكون التعامل مع هذه القمامة بالحرق وما ينتج عن ذلك من أضرار بيئية ومخاوف من الحريق وسيكون الحل النهائي للنفايات الصلبة من خلال المشروع المركزي لمحافظة طرطوس (مشروع وادي الهدة) قرب مفرق يحمور على طريق طرطوس صافيتا وتبلغ مساحة هذا المشروع (حوالي 140) دونماً حيث سيستقبل هذا المشروع جميع نفايات المحافظة عبر (7) مراكز تجميع رئيسية وسيتم تغليف هذه النفايات في هذه المراكز قبل نقلها إلى وادي الهدة وهنالك ستفرز المواد المسترجعة (زجاج، خشب) أما المواد التي يمكن معالجتها فسيكون بإمكانها انتاج حوالي (170طن) سماد عضوي يومياً حسب تأكيدات محافظة طرطوس أما ما تبقى من نفايات فسيتم ردمه في هذا المركز وإعادة تشجيره بحيث يبدو المكان وكأنه متنزه وليس مكباً للقمامة.‏

ملوثات أخرى‏

وفيما يخص معمل اسمنت طرطوس والتلوث الذي يسببه للمنطقة فقد تم تركيب (40) فلتراً على معمل الاسمنت للحد من تأثيره السلبي على البيئة أما ما يخص مياه الجفت فقد اتخذت المحافظة إجراءات حدت كثيرا من آثارها السلبية وقد نجحت هذه الاجراءات إلى حد كبير على أمل أن يكون نجاحها كاملاً في الموسم القادم.‏

النفايات الطبية‏

وهي الأكثر خطراً والاصعب معالجة نظراً لخطورتها ولصعوبة السيطرة على أضرارها وللقرارات التي تمنع حرقها والنفايات الطبية قضية معقدة ولاتستطيع محافظة واحدة أن تجد لها الحل لذلك فإن هناك فكرة بحيث تشترك محافظات طرطوس واللاذقية وحمص وحماة بإقامة محطة معالجة لهذه النفايات وما زالت الفكرة قائمة ولا حل إلا بها. أما الآن فيتم تجميع النفايات الطبية ومعالجتها بطريقة خاصة وبأقل التأثيرات.‏

باختصار‏

بالرغم من كل الوعود المطروحة والحلول القادمة فإن ما يزيد خطورة الواقع الحالي هو الخوف بالدرجة الأولى على مخزون المحافظة الجيد من المياه الجوفية والمسطحات المائية الموجودة إضافة إلى تأثر انتاج حاضرة القطر الزراعية، والحلول الموضوعة مثالية من حيث دراستها على الورق وننتظر وضعها بالخدمة لنحكم على جودتها ونرجو كما تمنى المعنيون في المحافظة وجميع المهتمين بهذا القطاع ألا يحدث أي طارىء يؤخر تنفيذ هذه المشاريع.‏

تعليقات الزوار

أكرم العفيف |  alafeef@scs-net.org | 19/03/2009 22:57

ما يثير السخريه هو غياب المنهجيه عن حل المشكلات حيث لا يوجد دراسة فنيه لهذه المشكلات وحصرها ومن ثم تحديد الجهات الممكنه وصاحبة المصلحه في الحلول وتوظيفها عبر منهجية المداخل المختلفه لحل المشكلات 00 اين قضية معالجة المياه المالحه واعادة استخدامها في ظل ازمة المياه سواء للسقاية ام لغيرها كما اننا بحاجه لثورة لانقاذ مدينة دمشق من التلوث عبر زراعة ملايين الشجار وسأقدم لكم مقترخ مجنون فليتدبره عاقل : 1- ان سكان دمشق هم صانعوا الغوطه التي دمرناها 2- يوجد مساحات هائلة من الأراضي حول دمشق اذا قمنا بافرازها كل 4 دونم مزرعه ووزعناها كايجار لمدة 99 عام على سكان دمشق بهدف زراعتها خلال مده لا تزيد عن سنتين وبحسبة بسيطه اذا كان عدد سكان دمشق 5 ملايين وعدد افراد الأسرة 5 أشخاص يكون هناك مليون اسرة وفي حال توزيع 4 دونم للأسرة سيكون لدينا 4 مليون دونم مشجرة واذا كان بالدونم الواحد 50 شجرة سيكون لدينا رقم 200 مليون شجرة يا شباب اعتبروها مبالغه وقسموا على 10 شو بتخسروا بيكون عندنا 20 مليون شجرة هل هذا حل واستطيع مناقشة هذا الحل عبر الحوار على ايميلي المذكور لديكم لأن الفكرة واضحه بذهني فهل ستكون كتلك الأفكار التي قال عنها السيد الرئيس بشار الأسد حماه الله اربع افكار قيمه تعادل اربعة اطنان من الذهب ام انها فكرة مجنون يرميها وراء ظهره عاقل مثلكم المواطن العربي السوري : أكرم العفيف

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية