في وقت اقتحم فيه جيش الاحتلال عدة قرى وبلدات في الضفة الغربية من جديد وسط اطلاق القنابل الصوتية واعتقل 24 مواطناً من مناطق مختلفة، كما هدم منزلاً فلسطينياً في القدس المحتلة وشرد سكانه، وسلمت انذارات جديدة بهدم عشرات المنازل في احياء متعددة في غضون ذلك اعلنت المقاومة الفلسطينية توقف المفاوضات بشأن تبادل الاسرى مع سلطات الاحتلال محملة حكومة الكيان الصهيوني فشل الصفقة ومجددة رفضها المطلق التنازل عن شروطها في هذا الخصوص وحذرت من اغتيالات لقادتها معلنة جاهزيتها لصد اي عدوان.
فقد استشهد الفلسطيني ايهاب فؤاد خليل شرف بسبب منعه من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي من مغادرة قطاع غزة والسفر لتلقي العلاج في الخارج ليرتفع عدد الشهداء جراء الحصار الاسرائيلي الى 307 شهداء.
وذكرت وكالة فلسطين أمس ان المذكور كان مريضا ويعاني من مشاكل في الاوعية الدموية توفي بسبب منعه من السفر لتلقي العلاج على الرغم من امتلاكه لكافة الاوراق الثبوتية.
في هذه الاثناء هددت سلطات الاحتلال الاسرائيلي في اطار سياساتها تضييق الخناق على الفلسطينيين بمواصلة حصارها الجائر وتشديده على القطاع.
ونقلت وكالة قدس نت الفلسطينية عن مصادر اسرائيلية قولها ان اسرائيل ستواصل الضغط على حركة حماس للتنازل عن مطالبها بشأن الأسرى الفلسطينيين ولكي تفرج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط دون مقابل.
بموازاة ذلك حذرت المقاومة الوطنية الفلسطينية من سلسلة اغتيالات تنفذها قوات الاحتلال الاسرائيلي ضد قادة المقاومة.
وقال مصدر عسكري في المقاومة الفلسطينية لوكالة قدس نت للانباء ان هناك مؤشرات توضح ان اسرائيل ستستأنف عمليات الاغتيال بحق قادة الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بشكل مكثف وعلى أعلى مستوى للضغط على حركة حماس وتحميلها مسؤولية فشل اتمام اتفاق تبادل الأسرى.
في سياق متصل دعا ميروسلاف شلاباتا رئيس معهد العلاقات الدولية التشيكوسلوفاكي إلى ارسال لجنة تحقيق دولية في الجرائم الاسرائيلية خلال الحرب العدوانية الوحشية على قطاع غزة التي تعتبر الابشع في تاريخ البشرية.
وقال شلاباتا في تصريح لوكالة سانا أمس ان على المجتمع الدولي ان يتبنى موقفاً موحداً ازاء الجرائم الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني مؤكداً ان حركة حماس منتخبة ديمقراطياً.
وفي الضفة الغربية اقتحمت قوات الاحتلال الاسرائيلي أمس عدة قرى وبلدات وقامت بعمليات مداهمة وتفتيش لمنازل الفلسطينيين.
وذكرت وكالة قدس نت الفلسطينية ان قوات الاحتلال اقتحمت بلدة فرعون ودير الغصون شمال مدينة طولكرم وقامت بتسيير آلياتها ودورياتها العسكرية في شوارع البلدة وسط اطلاق القنابل الصوتية.
كما اقتحمت منطقة وادي برقين غرب مدينة جنين وداهمت ثلاثة منازل وأخرجت أصحابها إلى العراء واستجوبتهم وعبثت بمحتويات منازلهم.
كما ضيقت الخناق على حركة الفلسطينيين في مدينة طولكرم حيث قام جنود الاحتلال بتوقيف مركبات الفلسطينيين المارة بالمكان وصادروا هويات مستقليها بعد انزالهم منها واعتقلوا عددا من الفلسطينيين.
واعتقلت هذه القوات 24 فلسطينيا خلال عمليات دهم وتفتيش في الضفة الغربية معظمهم في نابلس.
أما في القدس المحتلة فهدمت سلطات الاحتلال الاسرائيلي أمس منزل المواطن الفلسطيني غازي القيمري الذي يضم 13 شخصا في ضاحية المشتل عند المدخل الرئيسي لبلدة العيزرية جنوب شرق القدس المحتلة.
ونكلت بصاحب المنزل بعد انتهائها من عملية الهدم حيث قامت بتقييده وحاولت ارغامه على توقيع مستندات بتكبد تكاليف عملية الهدم.
وفي هذا الاطار قالت مصادر فلسطينية ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي في القدس المحتلة سلمت أمس انذارات واخطارات جديدة بالهدم لاصحاب عشرات المنازل في احياء متعددة في المدينة.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) إن هذه الاخطارات تركزت في أحياء شعفاط والعيسوية وصور باهر والأشقرية بيت حنينا, جبل المكبر وغيرها.
وأوضحت المصادر أن هذه الاجراءات تأتي في ظل مواصلة السلطات الاسرائيلية وأذرعها المختلفة حربها المتواصلة والمتصاعدة ضد المواطنين الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة وضد عقاراتهم وأراضيهم وممتلكاتهم.
ووصف المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية الروم الأرثوذكس في فلسطين اجراءات الاحتلال الاسرائيلي بهدم عدد من منازل الفلسطينيين في القدس المحتلة بأنها غاشمة وتعسفية وتندرج في اطار سياسات تهويد المدينة المقدسة وطمس معالمها العربية الفلسطينية.
ودعا احمد الرويضي مدير وحدة القدس المحتلة إلى احالة قضية تهجير الفلسطينيين الجماعي من القدس المحتلة إلى المحاكم الدولية لكون القدس مدينة محتلة من قبل الكيان الاسرائيلي.
وقال الرويضي في حديث لقناة المنار ان سلطات الاحتلال الاسرائيلية تعمل من خلال القوانين المتعلقة باستملاك الاراضي للسيطرة على الارض والعقارات داخل القدس المحتلة في محاولة لاضفاء الصفة القانونية على تهويد القدس واخفاء الصفة السياسية لذلك.
على صعيد آخر جددت حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية حماس أمس رفضها المطلق التنازل عن أي شرط من شروطها لاتمام صفقة تبادل الأسرى أو القبول بمبدأ ابعاد الأسرى المحررين معلنة توقف المفاوضات مع سلطات الاحتلال بهذا الشأن.
ونقلت وكالة معا الاخبارية عن حركة حماس قولها ان التهديدات الاسرائيلية بالضغط والحصار على قطاع غزة ما هي الا مناورة داخلية يراد منها امتصاص الاحتجاجات داخل اسرائيل مشيرة الى انها لن تتخلى عن اسم واحد من القائمة التي قدمتها.
وقال مشير المصري القيادي في حماس ان الكرة الان في الملعب الاسرائيلي وباب المفاوضات حول الصفقة مازال مفتوحا وحماس تصر على الافراج عن جميع الأسرى المطلوبين.
من جهة ثانية قال المصري ان الاحتلال الاسرائيلي يزداد تطرفا واجراما يوما بعد يوم ضد الشعب الفلسطيني و الامة العربية ما يعكس عدم وجود أي نية اسرائيلية للسلام.
وأن الحديث عن تشكيل حكومة اسرائيلية تعمل على اسقاط حماس هو وهم وأضغاث أحلام وأشار المصري الى أنه آن الاوان للمجتمع الدولي الا يكيل بمكيالين وأن يحدد موقفه من هذه الحكومة الاسرائيلية المتطرفة والارهابية لا أن يرفض الديمقراطية الفلسطينية في الوقت الذي يفتح فيه الابواب أمام المجرمين الاسرائيليين ليقودوا حكومتهم القادمة .
بدوره انتقد صلاح البردويل القيادي في حماس تصريحات قادة الاحتلال الاسرائيلي حول تشدد حماس بشأن صفقة تبادل الأسرى رافضا سياسة الاستثناءات والابعاد التي يحاول الاحتلال فرضها لاتمام صفقة الجندي الاسرائيلي الاسير جلعاد شاليط.
وقال البردويل في تصريح لقناة المنار ان حديث الحكومة الاسرائيلية حول تشدد حركة حماس أمر مثير للاستغراب والغضب.
من ناحيته قال محمد فرج الغول وزير شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين ان تعنت الاحتلال الاسرائيلي واصراره على مواقفه بابعاد عدد من الأسرى ورفض اطلاق سراح عدد اخر دليل واضح على عدم جدية الحكومة الاسرائيلية في استعادة جنديها الاسير جلعاد شاليط.
ودعا الغول فصائل المقاومة الفلسطينية إلى التمسك بشروطها وعدم الخضوع لابتزاز الاحتلال وضغوطاته.
وقالت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الوطنية الفلسطينية حماس ان تعطيل اسرائيل لصفقة تبادل الأسرى سيكون له اثر سلبي ولن تجني اسرائيل منه سوى الخسارة والخيبة الكبيرة.
بدوره أكد فوزي برهوم المتحدث باسم حماس ان اسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن فشل مفاوضات تبادل الأسرى الفلسطينيين مع الجندي الاسرائيلي الاسير جلعاد شاليط.
ونقلت اذاعة لندن عن برهوم قوله ان حكومة الاحتلال الاسرائيلي لم تكن جدية في يوم من الايام بالتعاون بشأن ملف الأسرى وبالتالي فهي تتحمل افشال أي مبادرة لاتفاق حول اطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من معتقلاتها.
من جانبها قالت صحيفة هارتس الاسرائيلية ان اولمرت كذب حين قال انه قدم لحركة حماس عرضا جيدا مقابل اطلاق شاليط.
واضافت الصحيفة في عددها الصادر أمس ان اقوال اولمرت غير كافية وهناك ثمن يعرف اولمرت ان عليه دفعه لاستعادة الجندي شاليط.
واشارت هارتس إلى ان مطالب حماس منطقية تماما فتحرير 450 اسيرا فلسطينيا لن يؤثر على توازن القوى في المنطقة مؤكدة ان الجهة التي تعمل بجدية ومنطقية في قضية الأسرى هي حركة حماس وليست اسرائيل التي تحتجز 12000 أسير في سجونها.
من جهة ثانية نقلت إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من سجن هدريم الى عسقلان بشكل مفاجئ أمس الأول دون تبيان الأسباب في اطار التضييق عليه ومنعه من الاستقرار وذلك حسب المحامية بثينة دقماق رئيسة مؤسسة مانديلا.
من ناحية اخرى أدان الشيخ تيسير رجب التميمي قاضي قضاة فلسطين رئيس المجلس الاعلى للقضاء الشرعي بث وسائل الاعلام الاسرائيلية لمسلسل رسوم متحركة يسيء للاسلام والمسلمين.
وأضاف التميمي في تصريح له نقلته وكالة فلسطين برس ان الاساءات الاسرائيلية المتكررة للانبياء والرسل والاديان السماوية جريمة نكراء تضاف إلى سجل الجرائم التي ترتكبها اسرائيل ضد الانسانية.
في سياق مختلف قال تيسير خالد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ان اختيار أفيغدور ليبرمان وزيرا للخارجية الاسرائيلية يعكس حقيقة التوجهات السياسية الاسرائيلية المتطرفة ويدل على استخفاف بنيامين نتنياهو بحقوق الانسان.
في حين تقدمت جمعية حقوقية اسرائيلية بشكوى إلى سلطات الاحتلال الاسرائيلي تطالب بعدم تعيين ليبرمان وزيراً للخارجية الاسرائيلية.