بل اللوجستي فقط وخسائرها بالأرواح البشرية تكاد تكون صفراً، مادام ثمة مرتزقة جلبوا إلى سورية من كل بقاع الأرض مهنتهم سفك دماء المدنيين وتفجير البنى الاقتصادية والعلمية والتعليمية ومدربين على أيدي الموساد أولاً والاستخبارات الغربية ثانياَ والمال الخليجي ثالثاً، وسموهم مقاتلي الحرية ومن يسمع كلمة حرية يعتقد أنهم يريدون إلغاء صكوك عبودية، ومقاتلي حقوق الإنسان، والديمقراطية. وهذا يعني التفافاَ على القانون الدولي الذي تخرقه الأروقة الاستعمارية على مدى عقود حيث الحكام الديماغوجيون في الغرب وحلفاؤهم يعتقدون أنهم بمنأى عن الحساب وعن شبهة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في حروبهم التي تخاض عنهم بالوكالة، ولا يعرفون أن مسؤولية المحرِّض والشريك والممول والمتدخل أشد إيلاماً من المحرَّض وهذا ما تعارفت علية القواعد القانونية الدولية بأن « تبعة المحرِّض أشد من تبعة المحرَّض». ومن هنا سعت الولايات المتحدة في خطوة استباقية إلى اعتبار جبهة النصرة منظمة إرهابية، في انقلاب للسحر على الساحر، للتنصل من كل الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب السوري. ولا يتذكرون أن القادة النازيين تمت ملاحقتهم في كل دول العالم.
وتاريخ سورية الحديث شهد الدعم الغربي والرجعي العربي لحركة الإخوان في الثمانينيات من القرن العشرين للاستيلاء على السلطة وتسليم مفاتيح القلعة السورية للأعداء وإضعافها، لأن سورية من أكثر الدول العربية مناهضة للصهيونية والاستعمار، وأحداث هذه الأيام إنما خطط لها لأن الغرب لم يحقق انتصارات في محاولاته التدخل في سورية سواء بالحروب المباشرة أو الحروب بالوكالة أو بالسياسة، وحركة الإخوان واحدة في كل الدول العربية التي استولت فيها على السلطة مثل تونس ومصر، ما دامت واشنطن هي التي امتطتها فأصبحت أداة لها بعد بريطانيا التي خرج من رحمها القذر ثلاثة غيلان لنهب خيرات الشعوب، وهم: الصهيونية والوهابية والإخوان المسلمون.
الخبير العسكري الإسرائيلي موشيه إلعاد تباهى بأن إضعاف سورية في هذه الحرب سيريح إسرائيل من خطر سورية إلى أمد بعيد، والوهابية كانت ولا تزال الحامي الأكبر لإسرائيل، أما الإخوان فهم جاهزون لتنفيذ كل الأوامر الغربية ولو طلب منهم أن يخلعوا سراويلهم. وفي رحم أميركا ظُهر الأخوان، ومنه خرج المرتزقة، والمبعوثون الدوليون.
والصفاقة أن الغرب وخلال الهزيمة المتتابعة لمرتزقته على الأرض يريد للشعب السوري حكومة على قياسه يديرها التكفيريون الصلفون المتصهينون، وهكذا تغدو الحكومة كاملة الصلاحية : معينة من قبل آل سعود وآل خليفة وآل عثمان وحسب الأهواء الصهيونية، أما الشعب السوري الذي بدأ يشعر بنشوة النصر فله رأي آخر في السيادة والحرية والديمقراطية. والحل السياسي يكون في مصلحة المنتصر، حيث الخسائر السياسية ستهز عروش الباطل.