تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


اليهــــود فــــي عيــــون الألمـــان.. ضمــــن كتـــــاب حديــــــــث مثيــــــــــر للجـــــــــدل

عن مجلة اكسبريس
فضاءات ثقافية
الأحد 30-12-2012
ترجمة: دلال إبراهيم

صدر في ألمانيا هذا الشهر كتاب أثار ضجة كبيرة بعنوان: (وحده من بين الألمان) وفي هذا الكتاب عرى الكاتب توفيا تينينبوم حقيقة عززها مع الأدلة تقول: إن ثمانية ألمان من أصل عشرة عبروا عن وجهات نظر معادية للسامية, بصورة كامنة أو من غير وعي.

والكاتب توفيا تينينبوم يعمل مديراً لمسرح يهودي في نيويورك, والكتاب الرحلة الذي اعتبر بمثابة قنبلة نشرته إحدى دور النشر ذات الأهمية لدى الألمان وهي دار سوهركامب. وفي هذا الكتاب يؤكد أن ألمانيا لا زالت معادية بشكل سري للسامية. ويدافع الكتاب عن فكرة أن الغالبية العظمى من الألمان يحتقرون في أعماقهم اليهود على الرغم أو بسبب تكفيرهم على مدى سبعين عاماً بالهولوكوست.‏

وقد أثار هذا الكتاب اهتمام وسائل الإعلام الألمانية المحمومة. والبعض منها, ولدى الحديث عن الكاتب, أشارت إلى المخرج وودي ألين ومايكل مور ولا سيما ساشا بارون كوهين من خلال شخصيته الساخرة بورات, وذلك في قدرته على إثارة ردود أفعال عنيفة بشدة لدى شخصيات متحضرة في الظاهر.‏

ولد الكاتب توفيا تينينبوم في (تل أبيب) عام 1957 وسافر في رحلة استغرقت عدة أسابيع إلى ألمانيا في صيف عام 2010 والتقى مع مشاهير وأصحاب متاجر وأساتذة جامعات وطلاب يساريين ومن النازية الجدد. ثمانية من أصل عشرة تلك هي النسبة من الألمان التي عبرت عن قناعتها الكامنة أو باللاوعي في معاداة السامية. وفي سياق متصل بينت دراسة رعاها البرلمان الألماني ونشرها هذا العام أن النسبة هي اثنان من أصل عشرة.‏

ووفق تعريف الكاتب توفيا تينينبوم تعني معاداة السامية الاعتقاد بأن اليهود يملكون سلطة كبيرة ومفرطة وأيضاً مهووسون بالمال, بالإضافة إلى أنهم يعتبرون أن إسرائيل هي وحدها إن لم نقل المسؤولة الأساسية عن الصراع مع الفلسطينيين.‏

ويؤكد أن الأمر لا يستغرق طويلاً حتى (تسقط الأقنعة) أمام الألمان قائلاً في كتابه: «إذا دعوتك وقلت» سيدتي, ما هو رأيك باليهود, سوف تقولين: اوه, إنهم لطفاء وأهل خير» ولكن عندما تتحدث مع أناس بصحبة كأس بيرة أو خمر مع قليل من المسكرات وكأس آخر من البيرة أو أي شيء آخر يطيب لهم عندئذ سوف تخرج من أفواههم أمور مغايرة قائلين: هؤلاء اليهود الفظيعين الذين يسيطرون على البلاد».‏

من جانبها رأت مجلة دير شبيغل الشهيرة في هذا الكتاب, والتي كرست مقالاً مطولاً عنه بأنه «معرض متنوع بغرابة عن صور البهائم الألمانية الغريبة» مشيرة إلى أن تينينبوم «إنما يرمي إلى أن يكون كتابه بمثابة تحذير جدي ولائحة اتهام».‏

بينما لامت صحيفة اليسار الوسط دويتشه تسايتونج الكاتب توفيا تينينبوم في أنه رسم صورة عن الألمان جمع فيها كل ما يمكن أن يمثلوه من غرابة.‏

وبالنسبة لصحيفة ابندبلات هامبورغ: «من المذهل الاستماع إلى شخص غريب يقول لك أشياء تعرفها سابقاً، كما وتعتبر المبالغات التي ساقها الكاتب تينينبوم وسيلة لسبر أعماق الأمور». وتصف صحيفة اليهود (جوديش ألمانيا) هذا الكتاب بأنه « الرحيق المر للحقيقة العارية».‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية