تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حكايات الأخوين غريم.. قصة نجاح لا حدود لها

فضاءات ثقافية
الأحد 30-12-2012
الجميلة النائمة» أو «الضفدع الملك» بعض من حكايات الأخوين غريم التي تتحدث عن المعجزات وانتصار الخير. هذه الحكايات التي يستمع الأطفال إليها وبريق الحماس في عيونهم، غزت جميع أنحاء العالم وأصبحت جزءاً من التراث العالمي.

«كان يا مكان في قديم الزمان طفلة صغيرة تُدعى بذات الرداء الأحمر. وكانت تسمى هكذا لأنها كانت تضع على رأسها دائماً رداءً أحمر. وفي يوم من الأيام نادتها أمها وطلبت منها أن تحمل إلى جدتها سلة كان بداخلها كعكة وقنينة نبيذ. كانت الجدة تسكن في عمق الغابة».‏

خفضت الممثلة مارليس لودفيش صوتها، وتوقفت عن الكلام لهنيهة وأخذت تنظر إلى الأطفال المتحلقين حولها. عشرون طفلاً ينتمون إلى إحدى المدارس الابتدائية، جاؤوا مع معلمتهم. ليحضروا إحدى اللقاءات في إطار فعاليات «أيام الحكاية» في برلين.‏

 في البداية كانوا يتكلمون مع بعضهم البعض بصوت خافت، وكانت الفتيات منهم يضحكن على العباءة السوداء التي كانت تلبسها مارليس لودفيش. وفجأة رفعت الممثلة نبرة صوتها لتواصل سرد أطوار حكاية ذات الرداء الأحمر جاذبة أنظار الأطفال بشكل متصاعد إلى عالمها. واستمرت على هذا الحال لمدة ساعة كاملة.‏

قصص مشوقة‏

تواصل مارليس لودفيش سرد حكاياتها متقمصة في نفس الوقت أدواراً مختلفة. فتارة تقلّد نقيق الضفادع, وتارة أخرى تشتم وتنهر كزوجة صياد سليطة اللسان. وبين الفينة والأخرى تترنح مثل سندريلا فوق حلبة الرقص. ومن حين لآخر تسمح للأطفال بمساعدتها خلال السرد أو تصحيح بعض ما جاء فيه، إذا لم تتقيد بتفاصيل الحكاية كما كتبها الأخوان غريم.‏

وتصف كارولا بولمان، وهي مديرة قسم الأطفال والشباب لمكتبة ولاية برلين حكايات الأخوين غريم بأنها «ظاهرة». وتشرف بولمان على المعرض الذي أُطلق عليه «ذات الرداء الأحمر تنتمي إلى برلين»، والذي يقدم منذ بداية تشرين الثاني لمحة عن مئتي عام من حكايات غريم التي لاقت وتلاقي نجاحاً لافتاً. ويعتبر كتاب حكايات غريم الكتاب الألماني الأكثر انتشاراً على نطاق واسع إلى جانب الكتاب المقدس المترجم من قبل مارتن لوثر. وقد ترجمت حكايات غريم إلى أكثر من 160 لغة وتتم صياغتها بشكل جديد باستمرار على شكل قصص مصورة ورسوم متحركة وأفلام ومقاطع فيديو وكتب مسموعة وعلى شكل قطع مسرحية أيضاً.‏

بداية متواضعة‏

ولم يكن أي شيء يشير في البداية إلى هذا النجاح الباهر الذي حققته حكايات الأخوين غريم. خاصة وأن الحكايات الشعبية، التي كتبها الأخوان فيلهيلم ويعقوب غريم بإيعاز من شاعرة الرومانسية الألمانية كليمينس برينتانو، جاءت في طبعتها الأولى ضعيفة وغير مناسبة للأطفال. وقد تعامل الأخوان غريم مع هذه المهمة كعالمين أرادا تجميع الأدب الشعبي وتدوين مصادره بكل أمانة. وفي عام 1812 لم يتمكنا سوى من نشر 900 نسخة من المجلد الأول للنسخة الأولى والتي حملت عنوان «الأطفال وحكايات البيت».‏

وقد شقت هذه الحكايات طريق النجاح بعدما عرفت تغييرات شاملة. حيث أدخلت مجموعة من التحسينات على بعض مشاهدها. وإضافة جمل الافتتاح والاختتام المشهورة من قبيل «كان يا مكان...» أو «لو لم يباغتهم الموت لكانوا أحياء بيننا اليوم..». وبسبب إضافة بعض الصور أيضا، كسبت هذه الحكايات ابتداء من عام 1830 جمهوراً كبيراً بشكل متصاعد. وخلال بضعة عقود كان لهذه الحكايات أصدقاء في جميع أنحاء العالم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية