أعطنا حباً فبالحب كنوز الخير تتفجر.. أعطنا حباً فنبني العالم المنهار فينا من جديد.. أعطنا نوراً يشق الظلمات المدلهمة..
أمنيات للشاعرة (فدوى طوقان) كتبتها وهي تستقبل العام الجديد بعد عشر سنوات من ضياع وطنها، وتحديداً عام 1958 العام الذي كان يشهد مداً قومياً كبيراً.. تلك الفترة التي بعثت في نفوس العرب كثيراً من الآمال بتحقيق الوحدة، وكانت طافحة بالفأل والأمل..
ما أحوجنا اليوم إلى تلك الأماني وذاك الحب ونحن نودع عاماً مثخناً بالجراح.. عاماً مثقلاً بالهموم معجوناً بالألم والمرارة.. عاماً كان طويلاً بأوجاعه وآلامه وأقساها وجع الوطن ويتيمة كانت أعيادنا بيتم أطفالنا، وحزين «بابا نويل» فقد سرق خفافيش الليل سلته وفخخوا هداياه.. أيها العام الراحل لن أستوقفك.. لن أقلب صفحاتك أحسب الدقائق والثواني لرحيلك كي لا أسمع بكارثة جديدة أو نبأ بفقد صديق أو عزيز.. أيها العام المنصرم غداً سأختم ذاكرتي بالشمع الأحمر وألملم جراحاتي لأستقبل العام الجديد بأمل جديد أن يعم الخير والسلام العالم، وأن يجعل هذا البلد آمناً وأن يكون عاماً مباركاً.. عام طهارة ونقاء لا قتل فيه ولاتخريب ولا إرهاب وتدمير، أودعك وأنا على يقين بأنني سأفتح مفكرتك يوماً ما لأكتب عن ألم ووجع السوريين.. أودعك وأصلي للعام الجديد وأضرع لله تعالى بأن تدور على الباغي الدوائر، ويبزغ القمر الغائب بعد ظلام، فكل ما يفعلونه هو فقط برهة في الحق.. فلا شيء يكسرنا، ولن نغرق فيما تبقى من دمنا، «فيا وطني إنا ولدنا وكبرنا بجراحك كي نشهد ميلاد صباحك»..
fadiamsr@yahoo.com