تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


على ضفة عام جديد..

شباب
الأحد 30-12-2012
غــانــم مــحــمــد

قد يكون الشباب هم الأكثر إحساساً بالزمن وانتقاله من محطة لأخرى، وقد يكونون هم الأكثر قدرة على فهم حركته لأنه وفي كل خطوة يخطوها في هذه الحياة يترك عليهم الكثير من آثاره وتأثيره..

قد لا تعني حركة الزمن لرجل خمسيني أو ستيني الكثير، وقد يتمنى من بمثل هذا العمر لو يقف الزمن لاعتقاده أن حركة الزمن تقربّه من نهاية العمر، أما الشباب فيعيشون تفاصيله انتظاراً وترقباً وبحثاً عما هو منتج في هذه الحياة..‏

طالب البكالوريا على سبيل المثال يعي أن كل ساعة لها قيمتها وبالتالي فهو يعيشها ويستثمرها قبل أن يصل إلى ساعة الصفر ويدخل الامتحان الذي يحدد له لون مستقبله، ويعرف أيضاً أن الساعة التي يضيّعها قد تبعده عن حلمه وعن الهدف الذي اختاره، فتشعر به وكأنه في سباق ضدّ الزمن..‏

وطالب الجامعة أيضاً يعيش دقائق حياته الجامعية، فوقته مستثمر بالدراسة وفي تكوين الصداقات وفي أحلام المستقبل وكل يوم يعنيه أكثر من سابقه لأنه يقرّبه خطوة إضافية نحو الحياة العملية..‏

الانتقال من عام لعام ليس مجرّد تقليب ورقة إضافية في الروزنامة ولا يجوز أن يكون كذلك بل ما نتمناه هو أن يكون محطة ووقفة مع الذات نحاكم فيها أعمالنا ونقيّمها وندوّن في ذاكرتنا ما هو مفيد لنا في القادمات ونقف بجدية مع الأخطاء التي وقعنا بها ونتخذ منها منصّة انطلاق نحو الغد والخطأ يعلّم أكثر من الصحّ لمن يريد أن يتعلّم..‏

لا نعتقد أن عام 2012 مرّ دون أن يحسّ به أي منّا، بل على العكس فقد عاش الجميع تفاصيله لأنه كان عاماً حزيناً ومرّاً وصعباً على جميع السوريين، ومن الطبيعي أن نستفيد من عبره ومن أزماته ومن ساعات ضيقه ووجعه، فنسأل أنفسنا ونصارح ذاتنا بالأجوبة التي نعرفها كلنا لنبدأ رحلة الخروج من هذه الأزمة والعودة إلى حياتنا الطبيعية متذكّرين الفاتورة الباهظة التي دفعناها من دمنا ومن أعصابنا ومن خيرات بلدنا، ونكرر السؤال: لمصلحة من كل هذا النزيف ولمصلحة من كلّ هذا القلق؟‏

هي نقلة قد لا يعيرها البعض ما تستحقه من جدّية ولكنها بالنسبة للكثيرين محطة فاصلة في حياتهم، فهذا يخبّئ مناسباته الحلوة إلى الزمن الممســـك بختام عام ولّى وبناصية عام يولد من رحم أحلامه، والبعض الآخر يقلع عن التدخين في هذا اليوم أو يؤخّر تسجيل ميلاد ابنه إلى هذا اليوم إلى آخر هذه التقاليد الدارجة وهذا نوع من الإحساس بالزمن وبحركته في قلوبنـــا وفي عيوننا..‏

إذا ما انتقلنا إلى المشهد الوطني والأحداث التي جثمت على صدورنا كلّ أيام عام 2012 فإن أكثر ما آلمنا فيها هو أن كلّ الدعوات الطيبة والصادقة لعودة الألفة على جسور الحوار والتلاقي لم تجدِ نفعاً وبقي القتل لغة وحيدة يعرفها من ارتمى في حضن المشروع الاستعماري ضد سورية، وارتضى أن يبقى أجيراً لدى أصحاب هذا المشروع الحاقد، أما أكثر ما أفرحنا في عام 2012 هو عجز هذا المشروع عن جرّ المخلصين الشرفاء إليه واستمرار جيشنا العقائدي البطل بتماسكه وإيمانه ببلده وبشعبه واستمرار استعداد الشعب السوري العظيم للمزيد من التضحيات في سبيل الوطن..‏

نتمنى أن تسحب أيام الوجع حضورها عن صفحات العام 2013 وأن تفرش الخضرة بساطها في كل أرجاء الوطن وأن يُنقّى هواؤنا من كل ما علق فيه من غبار العنف والإرهاب ونستلقي آمنين في حضن الأم الأغلى سورية.‏

لقاءاتنا مع أخوتنا الشباب على مدار عام 2012 تنوعت ما بين مشاركتهم مناسباتهم وفعالياتهم وما بين التوجه إليهم برسائل تحفيزية وأخرى تشاركية، وقد استفدنا من آرائهم كثيراً ولهذا نخصّهم بتهنئتنا الخالصة بحلول أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية متمنين كل الخير لهم ولسورية أرضاً وشعباً وجيشاً وقائداً وكل عام وسورية هي الأحلى وهي الأغلى.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية