شجرة.. وميلاد.. وعيد!!
طفولة الأحد 30-12-2012 ملك خدّام كانت الصغيرة حزينة، لأنها افتقدت «الزينات» في البيوت وانطفأت الأنوار على الشرفات المجاورة، واشتاقت كثيراً لضحكات أقرانها من الأطفال التواقين- مثلها- إلى فرح الأعياد.
فهي لم ترغب حتى بتركيب شجرة عيد الميلاد المجيد في الركن المعهود، من البيت البارد الكئيب، كما لم تشعر بقابلية لتزيينها كما اعتادت في كل عام، ولكن فجأة لمعت في رأسها الصغير« فكرة» فنهضت على عجل، وركبّت الشجرة في مكانها المعتاد، وبادرت إلى تزيينها بنفسها بأحلى الزينات من قناديل مضيئة، وفراشات مشّعة، وعصافير ملونة، ونجوم متلألئة، ثم وضعت بجانب الشجرة المغارة، وأشعلت حول طفل المغارة الشموع، كما أدنت من الشجرة موكب «بابا نويل» تجره الغزلان الرشيقة، المتجملة بالأجراس والنجيمات المسافرة للبعيد.. وما إن انتهت من كل ذلك، حتى بادرت إلى علم الجمهورية العربية السورية تجلّل به تلك الشجرة المزينة فتراقصت أغصان الشجرة المزينة لملمس الراية الطاهرة، وبدت وهي تتمازج مع ألوان الراية القدسية بانسجام بديع في أحلى عيد.. أحمر.. أبيض.. أسود.. ونجمتان خضراوان ترفعان الصغيرة كعينين متوهجتين بالحب والسلام من بعيد، وهنا انعقدت أصابع كفي الصغيرة المتشابكة«كأيقونة» فوق صدرها الرهيف.. وراحت ترتل مغمضة العينين صلواتها أمام الشجرة بمنتهى الخشوع «دخلك يا يسوع وطنّا موجوع.. ما تتخلى عنا.. عينك على وطنّا» فأزهرت فجأة الشجرة، ولبّى النداء يسوع الذي شهد على يد هذه الصغيرة مولد سورية المحبّة..
|