قد أصبح حافزاً للقارة لزيادة انتاجها في المستقبل. وقد ذكرت أن أفريقيا سجلت زيادة كبيرة في إنتاج الأرز بنسبة 18 في المئة مقارنة بمستويات الانتاج في 2007.
وحدثت أكبر زيادة في مستويات إنتاج الأرز في القارة، في بوركينا فاسو، بلغت 241 في المئة في 2008 مقارنة بمستويات الانتاج في 2007. وعزت منظمة الأمم المتحدة للزراعة والأغذية(الفاو) هذا التحول في زراعة الأرز في بوركينا فاسو إلى دعم الحكومة للمزارعين وضمان حصولهم على نوعيات جيدة من البذور، ومن ضمنها نوعيات ( نيريكا) التي قام بتطويرها المركز الأفريقي للأرز إضافة إلى توفير المدخلات الزراعية الأخرى. و تعتبر بوركينا فاسو إحدى الدول الافريقية التي شهدت أعمال شغب عقب الزيادة الكبيرة في أسعار الغذاء.
ونقلت المجموعة الاستشارية حول بحوث الزراعة العالمية التي تدعم المركز الافريقي للأرز عن (الفاو) أن السنغال التي تعتبر أكبر مستورد للأرز في العالم، زادت أيضاً إنتاجها بنسبة 90 في المئة عام 2008 عبر مبادرة رئاسية وضعت نظاماً للتوزيع ضمن للمزارعين الحصول السهل والسريع على المدخلات الزراعية المدعومة مثل البذور الجيدة والأسمدة. وأعطت الكثير من الدول الأفريقية في ذروة أسوأ أزمة للأرز في الآونة الأخيرة الأولوية للإنتاج المحلي للأرز، وعملت بجهد لخلق الظروف التي تمكن المزارعون من استخدام الأراضي الزراعية الواسعة التي لم يتم استغلالها، ومصادر المياه في القارة لإنتاج الأرز وتوفيره بأسعار محتملة .
وقال د. بابا عبد الله سيك المدير العام للمركز الأفريقي للأرز:« إن هذه الزيادة تمثل خطوة في الاتجاه الصحيح لكن الحكومات لا تزال في حاجة للقيام بالكثير من العمل لتقلل الاعتماد كثيراً على الأرز المستورد لتحقيق الأمن الغذائي الوطني». ومن بين الدول الافريقية الأخرى التي ضاعفت انتاجها من الأرز خلال سنة واحدة هي:مالي ، بنين، نيجيريا، غانا، ساحل العاج، غينيا وأوغندا . هذا وتمثل أفريقيا ما بين 10-13٪ من عدد سكان العالم ،لكنها تستورد 32٪ من مجمل وارداته ، في حين يزداد استهلاكها بنسبة 4،5 سنوياً.
وفي روما، ذكرت نشرة«مرصاد أسواق الأرز» في(25/2/2009) التي تصدرها منظمة الأٌغذية والزراعة ( الفاو) أن وفرة محاصيل الأرز عام 2008 والتي فاقت توقعات الانتاج لنهاية العام الماضي، من الممكن أن تخفض الأسعار الاستهلاكية لهذا الغذاء الرئيسي. لكن المنظمة ما لبثت أن حذرت من أن التباطؤ الاقتصادي العالمي يمكن أن يطغى على هذه المكاسب في حالة أفقر مستهلكي الأرز في العالم، نظراً إلى هبوط مستويات الدخل والتزعزع المزايد في ضمان فرص العمل.
صدمات الأسعار
تمخضت الزيادات السريعة في أسعار الأرز بوصفه الغذاء الرئيسي لنحو ملياري ونصف المليار من سكان العالم، إلى جانب ارتفاع أسعار غير ذلك من محاصيل الحبوب في غضون العالم الماضي، عن سلسلة من الصدمات التي واكبها أيضاً ارتفاع أسعار الوقود والمدخلات من الأسمدة الكيميائية، مما ترتب عليه ردود فعل من الاضطرابات السياسية لدى العديد من البلدان. وتذكر منظمة (الفاو) أن متوسط الأسعار لعام 2008 بلغ من الارتفاع 80 بالمئة مقابل أسعار عام 2007، إذ سجل سعر الطن من الأرز التايلندي من الدرجة الثانية 611 دولاراً أميركياً في كانون الثاني في مطلع العام مقارنة بسعر 385 دولاراً في نفس الشهر من عام 2008، بعد أن ارتفع الأرز إلى مستوياته القصوى ببلوغ 963 دولاراً.
تأثير إيجابي
قالت كبير خبراء المنظمة للأرز السيدة كونتبتيون كالبيه، إن«التأثير الإيجابي لارتفاع أسعار الأرز عام2008، تمثل في أن المزارعين والحكومات واجهت التحديات بمزيد من زراعة المحصول، ما رفع الانتاج رغم تكاليف الوقود والأسمدة الباهظة وندرة البذور العالية الجودة». كذلك فإن الظروف المناخية المؤاتية في العديد من أجزاء العالم ساعدت على استمرار امتصاص المحاصيل للتكاليف.
مستقبل زراعة الأرز
تم عرض مشروع الأرز من أجل أفريقيا ومناقشتها في مؤتمر طوكيو الدولي الرابع، حيث التقى قادة العالم وخبراء التنمية في أواخر أيار الماضي للنظر إلى قضايا التنمية الأكثر إلحاحاً في القارة ومنها أزمة ارتفاع أسعار الغذاء الحالية. وتمثلت إحدى النتائج الملموسة عن هذا المؤتمر في التحالف من أجل تنمية زراعة الأرز في أفريقيا حيث يسعى هذا التحالف إلى مضاعفة إنتاج الأرز في جنوب الصحراء في غضون 10 سنوات قادمة.
وثمة مبادرة أخرى استهدفت تحقيق نمو سريع في إنتاج الأرز في أفريقيا أطلقتها رابطة تنمية زراعة الأرز في غرب أفريقيا بالمشاركة مع أربع هيئات انمائية كبرى. الهدف المحوري لهذه المبادرة هي احداث زيادة كبيرة في امدادات البذور المحسنة التي ستكون متاحة للغرس عام 2009 ، وسيكون العمل في إطار مبادرة (الفاو) للتصدي لتصاعد أسعار المواد الغذائية، على أساس خطة عمل تم وضعها لأحد عشر بلداً.
صرح (سيك) قائلاً:« لدينا قناعة أن مستقبل زراعة الأرز سيكون في أفريقيا، فهذه القارة لديها امكانات أكبر من أي منطقة أخرى في العالم، نظراً لما تتمتع به من أراض وموارد مائية، وقد وجدت الدراسات التي قمنا بها أن الانتاج المحلي للأرز باستخدام أساليب الري يمكن أن يتمتع بالقدرة على المنافسة كما هو الحال في آسيا، بل سيكون أرخص بكثير مقارنة بالولايات المتحدة الاميركية»