تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كـــي لاينضــب نبــع جدواهــا

فضائيات
الأربعاء 16-9-2009م
هفاف ميهوب

كل شيء ومهما أغدق علينا العطاء ينتهي إن لم يكن من النبع، فلا يجدي نفعا بعدها بما يقدمه لأنه سيعجز عن الاستمرار بالدفق ذاته الذي عودنا عليه والذي نخشى أن يتوقف ليعلن إفلاسه وانتهاء صلاحية وجدوى ما لديه.

إذا هل تشعر قناة سورية دراما، بأنها نبع من مسلسلات لاتنضب،لتقوم منذ بداية بثها التجريبي بإغداق العديد من قديمها وجديدها على المشاهد الذي مازال يحتفظ في ذاكرته بالبعض منها، ليفقد تفاصيل البعض الآخر،على مدى مشاغله واهتماماته وأوقاته التي هدرت في فوضى تزاحم سباق الفضائيات.‏

من هنا وإذا كان من المهم افتتاح هكذا قناة ولاسيما في ظل الهجوم الكاسح للدراما السورية، فمن الحكمة الباقية استثمارها على أفضل ما يكون كي لاينضب النبع وتتحول بعد فترة من الإسراف إلى قناة عادية خالية من الجديد والمفيد، لتلوك ذاتها حسرة على ما فاتها.‏

انه التبذير في كمية ما يعرض من هذه الدراما التي كما نرى باتت تلتهم بمقدراتها وكثافة نشاطاتها الدراما العربية ليصبح من الضروري والمهم تخصيص قناة ترعاها وتلقي الضوء على مبتغاها مثلما على مكانتها وجودتها وما وصل إليه الفنان السوري من مكانة.‏

فإذا كان من الضروري إطلاق هذه القناة فهذا لايعني أن تشابه سواها ما يضعف تأثيرها على المشاهد الذي يسعى من خلالها لتلمس قصص حياته ومجتمعاته، ما يدفعه لتمني ألا تكتفي بعرض هذا الكم من المسلسلات وبطريقة تجهده إلى أن يعجز عن التقاط أنفاسه.‏

وأيضا إذا كان هذا الفيض من الأعمال الدرامية أسوة ببقية المحطات التي اعتادت أن تزيد جرعة حماستها خلال هذا الشهر الكريم فلا بأس ذلك أنه حقها لطالما أطلقت بهدف استقطاب وعرض ما يليق باسمها ومنافستها بين المحطات الدرامية.‏

ومع هذا الحق وكي لاينضب نبع الدراما عليها ألا تجعل المسلسلات حكرا على أهدافها وألا تتحول المنافسة التي تريد منها لملمة ما طار وانتشر على بقية الفضائيات من استغلال للمشاهد، وعلى مرأى الغايات التي يجاهد صناع الدراما للحصول عليها إخلاصا للمنفعة الفنية، (ربما)... وغالبا الشخصية!‏

حسنا بإمكاننا الانتظار، إلى أن تنتهي الدورة البرامجية الرمضانية، وكي لانكون قد أسرعنا في إبداء الرأي ومساندة هذه الفضائية بتقديم ما نجده لمصلحتها من أفكار.‏

نعم بإمكاننا الانتظار إلى أن تعود إلى صوابها وترتد عن الإشاحة عما يتطلبه الجمهور وعن تقديم ما يجعله غير قادر على التمييز بين الكحل والعمى ولاسيما ذاك المشاهد الذي بات واقعا تحت سيطرة الاحتكارات البصرية وبما أفقده التفكير بضرورة رد الاعتبار لذوقه مثلما لبقية البرامج التي يبدو وكأنها أعدمت على أطلال العجز عن التجدد والابتكار.‏

إنني ورغم دعوتي هذه أخشى أن يكون ما يراودني مجرد هلوسة أسعى من خلالها إلى تحقيق أحلام لا أعتقد أنها تتحقق في ظل ما نحن فيه من مخططات برامجية وربما عشوائية، لكنني رغم ذلك سأبقى أعقد الآمال على هذه الفضائية فألقي على كاهلها كامل المسؤولية بأن تسارع لاتخاذ سياسة جديدة تقوم خلالها باختيار ما يدعم أهدافها الدرامية وحقوق المشاهد البصرية، وذلك بتخصيص بعض الوقت لعروض تدعم المسلسلات وتحقق للمشاهد استراحة ذهنية تنشط بها أحلامه الغيورة على فنه،مثلما على تميز الفضائية التي من المفترض أن تسعى لتقديم مسابقات درامية وبرامج تستقطب المواهب الفنية وأشياء أخرى ما أحوجنا لأن تحرك خموله، ليصبح هناك حوار نافع بينه وبين ما يعشق في فضائيته المفضلة والتي من حقه عليها أن تبقى نبع احتياجاته الذي لاينضب من العطاءات الفنية الإبداعية...‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية