تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أمام التزايد السكاني.. كيف يتيسر التحاقهم بالجامعات؟

شباب
الأربعاء 16-9-2009م
رويدة سليمان

قال وزير التعليم العالي د. غياث بركات في لقاء السقف المفتوح الأسبوع الماضي : الأعمار التي تدخل الى الجامعة هي المؤشر الصاعد في عملية الزيادة السكانية وهذا تحد كبير،

والزيادة السكانية حقيقة تؤثر بشكل كبير على سياسات التعليم العالي وبالتالي تحتم اتخاذ إجراءات لمواجهتها، وبين السيد الوزير أن الزيادة السكانية بعمر الشباب -أي عمر طالبي التعليم العالي- ترافقت بارتفاع واضح بنسب النجاح بالثانوية العامة وترافقت أيضا مع ارتفاع معدلات القبول الجامعي وترافقت بالامكانات المتاحة والطاقة الاستيعابية المحدودة نسبيا في الجامعات (الحكومية والخاصة) . وفي محاضرة لـ د. طلال عبد المعطي مصطفى عن الشباب قال: إن الخطابات الدائرة حول الشباب تغلب عليها احيانا نبرة تنبؤية تجمع بين التفاؤل وبين التخوف إزاء المستقبل وتخوف من هؤلاء الشباب المراهق الذين كثيرا ما يتم النظر إليهم بوصفهم مشكلة اجتماعية أو قطاعاً سكانياً.‏

أما الشباب ومن خلال جلسات التشاور مع المعنيين عام 2007 فكان لهم رأي آخر حيث قالوا في هذا المجال:‏

التعليم العالي عامل هام جدا في تحديد الاتجاهات المحتملة لمستقبلنا وهو سلاح وعلاج وعلينا النجاح في امتحان الثانوية العامة أولا وبمعدلات عالية لتحقيق شروط الالتحاق بالجامعة.‏

تلك الشروط في ارتفاع مستمر سنة بعد سنة بسبب ازدياد عدد الطلاب ويرجع ذلك إلى معدل النمو السكاني المرتفع والزيادة في عدد الجامعات الخاصة، وتحدث اليافعون عن النظرة السلبية للتعليم العالي من قبل بعض الأهل إذ لايعتبرونه مرحلة إضافية لمستقبل جيد بالنسبة لأبنائهم وخصوصا بالنسبة للفتيات، والكثير من الآباء يفضلون أن ينخرط أبناؤهم بالعمل الذي سيختارونه كمقدمة للمهنة التي سيكسبون رزقهم من خلالها في المستقبل القريب وفي عرض الحلول رأى المشاركون أنه يجب تخفيض شروط النجاح والالتحاق بالتعليم الجامعي وتشجيع الآباء لدعم أبنائهم من أجل الحصول على التعليم العالي، إذ يشعر بعض الأهل أن العلم لايطعم خبزا.‏

وعن مرحلة ما بعد الالتحاق بالتعليم الجامعي تحدث اليافعون عن التحديات الجديدة التي تبدأ بالظهور، بدءا من صعوبة المقررات وصولا الى الاخفاق والرسوب وعدم توفر وسائل التعليم الحديثة للجميع وعن الجامعات الخاصة التي تم افتتاحها مؤخرا في سورية ذكر المشاركون أنها سرعت عملية الدراسة وزادت اعداد المنتسبين إلى مقاعد الدراسة الجامعية في سورية، كما اطروا على جاهزيتها ولكنهم أبدوا قلقهم حيال هذا النوع من التعليم لارتفاع تكلفتها، حيث اكد بعضهم أنها للأغنياء فقط. ولعدم ثبات معايير القبول فيها والنجاح فيها اسهل من المعتاد في الجامعات الحكومية، واقترح بعض المشاركين ضرورة أن تأخذ هذه الجامعات بعض المبادرات تجاه الطلاب السوريين مثل تخفيض الأقساط وأن تقدم فيها المنح الدراسية للطلاب بناء على معايير واضحة، وقد ذهب آخرون في النقاش بعيدا جدا وطالبوا أن تغلق كل الجامعات الخاصة ويستعاض عنها بافتتاح جامعات حكومية جديدة بديلة وخاصة في المناطق الريفية والنائية.‏

مؤشرات تعليمية‏

من الطبيعي أن تكون المسألة السكانية في سورية موضع اهتمام، إذ تشير البيانات الاحصائية المتعلقة بخصائص السكان في سورية أن الشعب العربي السوري هو شعب فتي ذو خصوبة عالية ويتزايد بمعدلات نمو مرتفعة، حيث بلغ عدد سكان سورية عام 2007 بحسب التقديرات الاحصائية «التقرير الوطني الثالث والرابع للجمهورية العربية السورية» 19.644 مليون نسمة وبلغ معدل النمو السنوي بين عامي 2000- 2008 ما يعادل 2.45٪ ،أما بالنسبة للخصوبة فقد بلغ معدلها بين عامي 2001-2005 ما نسبته 3.58 مواليد أحياء لكل امرأة في سن الانجاب.‏

هذه الأرقام تلقي على عاتق الدولة مسؤوليات جسيمة ومتجددة من أجل تنفيذ السياسة التربوية التي تقوم على مبدأ الربط بين التربية والتنمية وتحقيق شعار ديمقراطية التعليم وتأمين الفرص التعليمية المتكافئة لجميع المواطنين، وبذلت سورية جهدا كبيرا في استيعاب الأعداد المتزايده من الطلاب الشباب في المراحل التعليمية الأساسي - الثانوية- الجامعية كما نفذت خطط التوسع في مجال التعليم المهني.‏

عدد طلاب التعليم الأساسي لعام 2006- 2007 هو 4.394.294 وعدد طلاب الثانوية العام 361.745 والمهني 103573 وبحسب احصائية قدمها وزير التعليم العالي في السقف المفتوح كان عدد الطلاب الناجحين لعام 1999 هو 71 ألف طالب وعدد المقبولين في الجامعة لنفس العام 65 ألف طالب، بينما عدد الطلاب الناجحين لعام 2009 : 136 ألف طالب وعدد الطلاب المقبولين وصل إلى: 115.77 طالباً وأكد السيد الوزير ضرورة الأخذ بعين الاعتبار الارتفاع الواضح بعدد الناجحين فهو مؤشر للمهتمين بالدراسات السكانية.‏

بدوري أقول:‏

تلبية الاحتياجات التعليمية تزداد صعوبة عندما يوجد نمو سكاني سريع ، علما ان التعليم عامل اساسي من عوامل التنمية المستديمة كما أن التقدم المحرز في مجال التعليم يساعد إلى حد كبير في مسألة تحقيق التنمية والتعامل العلمي الواعي مع مجمل المسائل السكانية من معدلات الخصوبة والخلل بالتوازن وخفض الوفيات وكذلك تمكين المرأة من أداء أدوارها التنموية وتعليم الشباب ( كما قالوا) سلاح وعلاج.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية