وبالتالي يمكن المرور عليها دون أن يشعر المشاهد بها وحتى إن شعر فلن يقف عندها لأنها (تفاصيل تافهة) والمُشاهد (قلبه كبير) فعلى سبيل المثال في أحد أعمال الماراتون الدرامي الرمضاني الحالي ظهر نجم في مشهد يعبر عن مدى قلقه وهو يغلي (ركوة قهوة) وعندما فارت على الغاز وانسكبت عليه أخذها بيده رغم سخونتها وسكب القهوة في الفنجان (دون رؤية أن هناك قهوة تُسكب) وارتشف الفنجان سريعاً جداً رغم سخونته ووضعه على الطاولة فكان الفنجان نظيفاً جداً وليس عليه أي أثر أو دلالة أن أحداً شرب منه أو أن قهوة كانت فيه لا بل الغاز هو الآخر كان نظيفاً وليس عليه أي أثر للقهوة التي فارت منذ قليل !.. ذلك تفصيل صغير جداً و(تافه) في نظر عدد من المخرجين ولكن ألا يجعل المشاهد ينتبه له فيضحك ساخراً ويقول (معقول إنتاج طويل عريض بخلان بفنجان قهوة للمشهد !..) والأمثلة التي تندرج ضمن هذا الإطار كثيرة ليس أولها أن ممثلات يضعن المكياج الكامل إن كن يسرن في الشارع أو ينمن على السرير أو يستيقظن أو يتثاءبن دون أن يرف جفن للمكياج وكأنه (خلقة ربانية) ، وليس آخرها أن هناك ممثلين شباب في مشهد استيقاظهم يظهر شعرهم مصففاً وليس من شعرة واحدة راودتها نفسها وأخذت موقفاً مغايراً ولو خجلاً حفاظاً على المصداقية !.. وهنا قد يقول قائل أيعقل أن جهد عمل كامل يُختَصر في الإشارة لخطأ بسيط .. الجواب : المسألة أبعد من ذلك فهي تتعلق بالتنويه لآلية عمل تحكم السوق الدرامي والخوف أن تصبح هي السائدة ..‏