تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في «قلوب صغيرة »انتبه إنك قريب منهم

فنون
الأربعاء 16-9-2009م
لينا ديوب

ربما تناولت الدراما التلفزيونية الكثير من المشكلات الاجتماعية الحساسة، وعالجت تفاصيلها على امتداد حلقاتها،

الا أن مسلسل قلوب صغيرة ومنذ المشاهد الأولى أظهر لي ولغيري أنه وللمرة الأولى تعالج الدراما السورية والعربية قضية الأيتام وتشرد الأطفال بهذه الكثافة وهذا الوضوح، فرغم مقدار القسوة التي يقدمها العمل، الا أن هناك ما يعادلها من المسؤولية في الاضاءة على حياة هؤلاء الأطفال الذين لاندخر حبرا ولامفردات في الكتابة عن برائتهم وأهمية رعايتهم، لكن الكاميرا نقلت المشاهد المؤلمة والأصوات المؤذية التي صورتها لحياتهم.‏

واذا كان المسلسل حتى الحلقة 21يحتشد حواس المشاهد لكثافة الدراما ولتعدد الخيوط وبالتالي المشكلات التي يقدمها الاأنه لايترك أحدها الا ويعالجها ضمن السياق العام لتسلسل الأحداث.‏

فسلام بطلة العمل بانسانيتها وثقافتها والتصاقها بمشاكل الفقراء والمظلومين بالمجتمع، لم تدخر وقتا أو جهدا لتكشف مايتعرض له الأطفال المشردون خارج بيتها، وهي الزوجة والأم لطفلين التي لم تقترب من خارج بيتها لتبتعد عن زوجها وتهمل أطفالها، لكن الزوج رغم أنه يحمل افكارا مشابهة يحاسبها ويسألها، الى حد الخلاف، الاأنها تتمسك بدورها الاجتماعي الانساني خارج جدران بيتها وتستمر في زيارة الميتم والاقتراب من حياة الأطفال هناك من ضرب وتحرش وقسوة من المشرفة أم علاء، فيرصد ذلك الاقتراب والدخول شيئا فشيئا الفساد الاداري في مؤسسات الرعاية، وكيف يتاجر بعض الموظفين ضعاف النفوس بحياة هؤلاء الأطفال.‏

وعلى التوازي مع ما يدور مع الأطفال يرصد المسلسل من خلال يوميات أبطاله ما تتعرض له المطلقة والأرملة من ظلم القانون خاصة اذا اجتمع مع الفقر ونبذ الأقرباء للأرملة أو المطلقة ونبذ أبنائها، كما قلت خيوط كثيرة يمسكها العمل دون أن تؤثر على وحدته، الا أن الخط الأساسي الذي يضعنا أمام أنفسنا ومسؤوليتنا فنسأل: كيف نقبل ان نبقى بعيدين عن الأطفال المشردين وماذا يمكن أن نقدم لهم والآن دون تأخير.‏

لقد ردد أبطال العمل في حواراتهم نصوص قانونية فيها من الثغرات ما يجلب كوارث اجتماعية، وهذه من الأمور التي تحتسب لصالح العمل لأنه لجديته وتحمل صناعه مسؤولية الخوض في هذه القضايا لم يلف حولها بحجة أن الدراما فن ولن نحملها مسؤولية التغيير والتنوير، بل دخل الى قلبها وفكك مختلف جوانبها، وهذا دور جديد قديم للدراما لأنها تجمع حولها يوميا آلاف الناس المتعبين الذين هم ضحايا هذه المشكلات، فلم لاتقدم ما يضيء على حياتهم.‏

علما أن المؤسسات العاملة على قضايا السكان والصحة والطفل تعمل على مشاركة كتاب الدراما كما الاعلاميين ليكونوا على اطلاع بكافة تفاصيل المشكلات والقضايا التي قد تفوتهم لعدم قربهم منها، والسبب في الاصرار على إشراكهم هو الحيز الذي تأخذه الدراما في حياة الناس ودور كتابها المهم في الإضاءة والتنوير، أما الفنية وتوظيف الأفكار في الاطار فهذه لن تفوت مخرجينا وفنانينا المبدعين، وهذا ما وجدناه عند سلام في قلوب صغيرة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية