ورد اسم صاحب العبارات السابقة الروائي الجنوب افريقي ج.م. كويتزي ضمن اللائحة النهائية للمرشحين لنيل جائزة مان بوكر البريطانية لهذه السنة، عن روايته «صيف» التي تقع أحداثها في سبعينيات القرن الماضي، يكتب فيها أديب شاب انكليزي عن حياة كويتزي، ويطرح إلى جانب هذه الرواية خمسة أعمال أدبية أخرى.
وكويتزي روائي وناقد ومترجم، ولد في كيب تاون عام 1940م ودرس الانكليزية والأدب في جامعات ولاية نيويورك ، هارفرد، جون هوبكنز ، نال جائزة نوبل للآداب عام 2003 عن روايته اليزابيث كستلو، وفاز بالبوكر مرتين بالإضافة إلى جوائز رابطة كتاب كومنولث للأدب المتكوب بالانكليزية والجائزة الأديبة الأولى في جنوب افريقيا.
تناقش مجمل أعمال كوتيزي الموضوعات الانسانية الكبرى، لقبه أحدهم بـعدو الاستعمار، حيث تظهر في روايته الأولى بلاد الغسق بواكير اهتمامه بالعلاقة مابين المضطهِد و المضطهَد.
وفي روايته الثانية «في قلب البلد» التي رسخت مكانته ككاتب ناقش موضوع العنف وانه متجذر بالاصل في الاستعمار الغربي الأبيض.
روايته الثالثة التي جاءت بعنوان قصيدة للشاعر اليوناني قسطنطين كافافي «في انتظار البرابرة» والتي اعتبرت ضمن قائمة اعظم كتب القرن العشرين تحيلنا لا شعوريا إلى انتظار غودو بيكيت، فيها نفس النبرة التي تلعن الانتظار ويناقش ضمنها ظلم الانسان لأخيه الانسان وبالعموم عرف كويتزي بدفاعه في معظم أعماله عن حقوق السود، وعبَّر عن ذلك بروايته «حياة وزمن مايكل ك» التي ترفض الاعتراف بأي هوية عنصرية.
عرف أسلوبيا بتجاوزه لأعراف وتقاليد السرد عبر أسلوبه السردي الخاص، وعلى الرغم من أن أسلوبه باعتراف النقاد تميز بكونه لامتصنعاً ولامتكلفاً، وأنه موجز، وصفت بعض كتبه بأنها ذات أبعاد فلسفية وأنها عبارة عن مقالات. في روايته (اليزابيث كستلو) قيل فيها إنه كتبها وكما لو أنها تجميع لمقالات وآراء فلسفية يسوقها على لسان بطلته اليزابيث التي هي روائية استرالية تلقي محاضرات تطرح عبرها آراءها التي تتصبغ بنبرة فلسفية.
وتقريباً نفس الشيء قيل عن روايته «دفتريوميات عام سيىء» التي هي مزيج ما بين مقالات وسرد روائي قسمت لثلاثة أجزاء، جزء كتبه وكأنه يكتب مقالة له، وجزء يستكمل فيه روايته، والجزء الثالث يقدم فيه تعليقات شخوص العمل أنفسهم على هذه الرواية. هي تأتي تحت مسمى اليوميات لأنها ترصد يوميات كاتب يعمل في الصحافة ليتم روايته ومقالته على حد سواء.
(الألم حقيقة وكل مادون ذلك خاضع للشك) يتقاسم كويتزي عبر أدبه حقيقة الألم مع بني البشر وناقشت الكثير من أعماله مضامين إنسانية بحتة تحارب كل ما هو ضد الإنسان من ظلم وعنف وتمييز عنصري وهي حقيقة غير خاضعة للشك، يؤكدها أدب ذاك الروائي الأبيض الذي يكتب بوجع الأفريكان.