ركزت الفنانة على هذه الثنائية المتجسدة في معظم لوحاتها وعلى العلاقة الأزلية بين الرجل والمرأة، وما يعتريها من منغصات وعذابات الحياة اليومية فالحس التعبيري حاضر كعنصر أساسي إلى جانب حسها اللوني في أغلب الأعمال، واللمسات اللونية أبرزت هاجسها الذي يسيطر على مشاعرها، حيث عكست جرأتها في معالجة الموضوع، ألوانها صريحة تنتقل من الأزرق إلى البني بتدرجاته كافة.
وإذا أردنا الغوص في اللوحات المعروضة نجد بعضها يميل إلى التبسيط العفوي وتحوير الأشكال والهياكل الإنسانية مع اعطاء أهمية لوجود الجو اللوني ضمن رؤية أكاديمية مدروسة خطاً ولوناً وشكلاً ومضموناً.
ويلاحظ إدخال القصاصات الورقية إلى مساحة اللوحة «الكولاج» إضافة إلى إدخال مواد أخرى كالرمل إلى عجينة اللون يعطي ايحاء للمتلقي بأن بناء وتشكيل اللوحة قد تبدل بالنسبة لمتابعة المتلقي قراءته البصرية للعمل، وما يثير الدهشة في الأعمال هو الانفعال الدافىء أحياناً والحار أحياناً أخرى وهذا متجلٍ في مجمل الأعمال.
وتعمد الفنانة ثناء إلى هدم الشكل باللون وإجراء معالجة جديدة وإبراز سماكات لونية كثيفة والوصول إلى نهاية قد لا تكون متوقعة، لقد زاوجت الفنانة في تقنيتها بين الفرشاة والسكين وهذا يصب في الثنائية والتغيرات البارزة على الوجوه المعبرة عن التبدلات الداخلية، وكشف التطورات الانفعالية العميقة التي تطرأ على الشكل وعلى اللون، مفرداتها رجل، امرأة، طاولة..
ينساب اللون بعفوية ترافق انفعالاتها والخط يتحرك بالعفوية ذاتها، فالخط واللون هما المعبران عن الحالة الداخلية عند الفنانة.
وعن أعمالها قال الدكتور فيروز هزي: قررت ثناء ولوج مملكة اللون المسحور فشرعت بدأب ودونما تهيب تقرع بواباته الموصودة والمحروسة من جنيات الشعر اللواتي لا ترقى قلوبهن إلا لكل عاشق متيم ينفرد بعزف شجي فتتنحى جانباً لينفتح أمام الناظر ذاك العالم البهي الخلاب، ثناء وهي بنت البحر خبرت جيداً رهبته وغموضه تخوض في باكورة معارضها عباب بحر آخر باحثة بشغف كبير عن كنوزه وأسراره الخفية.