انتخابات إسرائيلية على إيقاع العدوان
شؤون سياسية الأثنين 9-2-2009م محمود السريع مع اقتراب موعد العاشر من شباط لإجراء الانتخابات في الكنيست الإسرائيلية الثامنة عشرة لا يزال 25٪ من جمهور المقترعين يتخبطون ولم يقرروا بعد لمن سيدلون بأصواتهم،
وتواصل الأحزاب المختلفة العمل لاستقطاب القطاعات المختلفة من متدينين وغيرهم للحصول على تأييدها حيث تقوم رئيسة حزب كاديما تسيبي ليفني بحملة تتوجه من خلالها إلى النساء على وجه الخصوص، لكن عضو الكنيست زهافاجلئون من حزب ميرتس لم تبد مرتاحة لما تسعى إليه ليفني من محاولة التأثير على جمهور النساء من أجل التصويت لها فقالت: إنها تعرف ليفني منذ سنوات عملت خلالها كعضو كنيست ووزيرة وبالتالي ليست مقتنعة بادعاءاتها حول تعرضها لحملة شوفينية، ويسعى رئيس حزب العمل إيهود باراك إلى تقديم نفسه على أنه رجل الأمن وفي إطار سعيه للتأثير على الجمهور يعمل حزب العمل برئاسة إيهود باراك على إثارة الخوف بين الجمهور من خلال الإشارة إلى أن حرب غزة انتهت ولكن لا تزال هناك جولات قادمة، ولهذا يجب من وجهة نظرهم انتخابه لأنه سيهدئ من روع 82٪ من الجمهور ممن يرون أن الحرب لن تتأخر لأكثر من عام.
ويحاول رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو تقديم نفسه على أنه القادر على إنقاذ الاقتصاد من الأزمة التي يعاني منها ويثير الليكود خوف الجمهور من حزب كاديما برئاسة ليفني التي حسب إدعائه تشكل خطراً على إسرائيل، فهي مستعدة للعودة إلى خطوط عام1967 وإخلاء نحو 60 ألف مستوطن وتحقيق الاتصال الجغرافي بين الضفة الغربية وقطاع غزة وتقسيم القدس ومن الشعارات التي رفعها الليكود خلال الحملة الانتخابية القول إن نتنياهو قوي في الأمن وقوي في الاقتصاد، وجاء ذلك بعد عودة الموضوع الاقتصادي إلى جدول الأولويات في اهتمامات الجمهور، وعلى ضوء تقرير الفقر الذي أشار إلى تراجع بنسبة نصف بالمئة مقارنة مع تقرير الفقر السابق فالتقرير الحالي يتطرق للفترة ما بين تموز 2007 وحتى حزيران 2008 وهو يشير إلى تراجع عدد الفقراء البالغ عددهم مليوناً وستمئة وثلاثين ألفاً وهو ما رأى رئيس الحكومة إيهود أولمرت فيه رقماً ليس كبيراً قياساً إلى عدد السكان بل إنه أشار إلى أنه بعد سنوات من ارتفاع خط الفقر تغير الاتجاه في العامين الأخيرين بفعل السياسة التي تنتهجها الحكومة لكن المحللين يؤكدون ازدياد فقر الفقراء وازدياد الفوارق الطبقية.
وتشير المصادر الإسرائيلية إلى أن الانتخابات الحالية تجري بعد العدوان على غزة، الأمر الذي جعل الجمهور يصبح يمينياً أكثر وقد يكون لهذا الأمر تأثيره على زيادة نسبة المتخبطين ولاسيما بين النساء والعلمانيين والأكاديميين ممن توصف ميولهم بأنها بين الوسط واليسار، وتتنافس الأحزاب على هذه الشريحة الواسعة لإقناعها بالتوجه إلى صناديق الاقتراع ولكن يبدو حتى الآن أن الاحتمالات قليلة أو ضعيفة في جعلهم يتراجعون عن المقاطعة إن صح التعبير لأنه لايبدو على كثير منهم الاستعداد للخروج مما وصف بحالة اليأس التي بلغوها إزاء السياسيين حيث قالت إمرأة في أحد اللقاءات: إنها ظلت على مدى 8 سنوات هي وأولادها يذهبون للاقتراع دون أن تحصل على شيء وبالتالي فإنها ستمتنع، وقالت أخرى: إنها سارعت لإلقاء بطاقة الدعوة التي تسلمتها من أجل الاقتراع في سلة القمامة، وقال ثالث: إن كلاً من نتنياهو وباراك وليفني شاركوا في الحكومة في السنوات الأخيرة ولم يحصل تقدم فيما يعني الجمهور: فاليأس من السياسيين الذين يمارسون لعبة تبديل الكراسي كل عامين أو ثلاثة أحبطت الجمهور بل أن أحد الأشخاص قال في لقاء معه: إنه لن يصوت لأنه لا يجد ما يدفعه إلى ذلك إذ ليس هناك فرق بين نتنياهو أو ليفني لأن الأميركيين هم من يحدد ويرسم لهم ما يجب أن يقوموا به وكيف؟ ومتى؟
|