أعلنت غزة انتصارها على العدو الصهيوني
حاملة على جبينها الأسمر العريض
إكليلا من المجد والفخار
سيبقى على مر العصور والدهور
منارة عالية في تاريخ هذه الأمة
تهدي الأجيال العربية الآتية
إلى دروب الكفاح والنضال والصمود
وتمد أمامها جسورآً من الأمل الخلاق والمبدع
صوب آفاق لا نهاية لها
هكذا ظهر شعب غزة
ممتلئاً بالحق
حق الشعب الفلسطيني والعربي
في الحياة على أرضه وترابه الوطني
والحق مهما تكالبت عليه قوى البغي والشر والطغيان
كان ولايزال هو الأبقى والأقوى
هو المنتصر في معارك التاريخ والأمم
حيث إن قوة الحق من عند الله
والله هو الغالب الذي لا يقهر
هكذا ظهر شعب غزة
ممتلئاً بالتصميم والإرادة
إرادة القتال المستمر في سبيل إحقاق الحق
الفلسطيني والعربي
تلك الإرادة التي تكسرت على سواعدها
آلة الحرب الصهيونية
وتحطمت على عتباتها الشامخة والأبية
كل وسائل التدمير والقتل التي حملتها أيدي
البرابرة الغزاة
لقد سخرت إسرائيل كل مازودتها به أميركا
من أسلحة متطورة وزجت بآلاف الجنود
راسمة بذلك جملة من الأهداف
كان من أهمها القضاء على إرادة القتال لدى
المقاومة الفلسطينية
إلا أن ذلك لم يتحقق
ولم تستطع عنصرية الصهاينة أن تنال ذرة
واحدة من صمود المقاومين وشعب غزة
ولم تتمكن مئات الآلاف من القنابل التي سقطت
على قطاع غزة من الجو والبر والبحر، أن تقترب سنتيمتراً واحداً
من إرادة القتال المغروسة في أعماق المقاتلين أو تضعف
ولو للحظات من وميض تلك الإرادة المتقدة
إن أولئك الذين خاضوا أعظم المعارك وأنبلها وقاتلوا وأثبتوا للعالم أجمع أن المقاومة باقية وحية ما دام الاحتلال قائماً كما أعطوا الدليل على أن الدم وحده يطهر النفوس
ويفولذها ويقودها إلى النصر الأكيد
فيا أيها المجد
عليك أن تجثو أمام المقاتلين الشجعان وأمام الشعب الصابر الصامد في غزة عليك أن تتمسح بأولئك الصامدين تحت خفق الرايات والبيارق الحاملين الأسنة والحراب الهادرة قلوبهم كأمواج البحر والخافقة أرواحهم كنسور الجبال والممتلئة نفوسهم بنعمة الإيمان بالله وفلسطين فهم الضوء والأمل لأنهم وحدهم قادوا أعظم المعارك وهم وحدهم القادرون على خوض أعظم المعارك في المستقبل فسلام عليك ياغزة.
سلام على شعبك المؤمن الصابر والصامد
وسلام عليكم أيها المقاتلون الشجعان أينما كنتم فمعركة غزة وجباليا وحي التفاح والزيتون الخ لم تكن إلا مرحلة على طريق طويلة وشاقة لا يثبت عليها إلا الأقوياء والمؤمنون ويقيننا أنكم وحدكم الأوفياء والمؤمنون، وأنكم وحدكم تعرفون أن الحياة لا تكون إلا لأبناء الحياة لأبناء الصمود والأحرار، أولئك القادرون على تجاوز المحن والقادرون على الانتصار عليها فسلام عليكم أيها المقاتلون الشجعان قيادة وأفراداً.
وبوركت خطواتكم على طريق التحرير والعودة
وطوبى لكم لأنكم أبناء الحياة والصمود والقتال.