|
|
مع طبيب...المناظير الطبية عين الطبيب داخل الجسم... الجراحات التنظيرية خطوات على طريق النجاح طب لذلك وبعد ثورة المناظير لا ينبغي أن يشاهد الأطباء حالة مرضية متقدمة... عن الجراحة التنظيرية كان لقاؤنا مع الدكتور صفوان عابدين الاختصاصي بالجراحة التنظيرية-اللاذقية والذي أجاب عن تساؤلاتنا مشكوراً قائلاً: لمحة تاريخية عن الجراحة التنظيرية: إن أول دخول الى جوف البطن عند الانسان كان من قبل طبيب دانمركي عام 1910 وأول خطوة في تطور التنظير اعتمدت على تطور العدسات حدث هذا في ألمانيا عام 1925 حيث وجدت عدسات خاصة تمكن من الرؤيا الجانبية بدرجة 135 ، ثم توالت التطورات في الأجهزة والمعدات حيث اكتشفت إبرة فيرس الخاصة لنفخ الغاز ضمن البطن عام 1938 وكانت تستعمل حينها لإحداث ريح صدرية علاجية، أما استعمال جهاز النفخ الآلي للغاز لم يتم حتى عام 1977 من قبل طبيب نسائية ألماني، ثم اكتشف ضوء الهالوجين البارد عام 1970 وهذا سمح بإجراء تصوير وتركه كوثيقة. إنما التطور العظيم الذي حصل هو استعمال الكاميرا الصغيرة التي تنقل الصورة وتسجلها، أو حتى تنقل الصورة الى مكان آخر للتعليم. إن أول إجراء جراحي عن طريق التنظير كان استئصال المرارة في فرنسا عام 1987 على يد طبيب نسائية. واليوم تولي الشركات العالمية المتخصصة أهمية بالغة في إنتاج أدوات وأجهزة ذات دقة وميزات تقنية عالية تتناسب مع متطلبات الجراحين. كيف يتم الإجراء الجراحي عن طريق الجراحة التنظيرية؟ في البداية يتم حقن البطن بغاز ثاني أوكسيد الكربون بواسطة إبرة خاصة تدخل ضمن جوف البطن موصولة بجهاز ضخ الغاز حتى نصل الى ضغط معين يسمح لنا بالعمل ضمن جوف البطن، ثم وعبر شقوق صغيرة تتراوح أطوالها بين 3-13مم تجرى في أماكن تختلف تبعاً للعمل الجراحي المراد إجراؤه، حيث يتم عبر هذه الشقوق إدخال مبازل خاصة في الأماكن المختارة للإجراء الجراحي، وعن طريق عدسة مربوطة بكاميرا تنقل الصورة الى شاشة مراقبة يتمكن الجراح من رؤية دقيقة وواضحة لكامل جوف البطن وبالتالي يستخدم الأدوات الخاصة اللازمة وذلك عبر تلك المبازل ليقوم بالاجراء الجراحي المطلوب... ما هي فوائد الجراحة التنظيرية مقارنة مع الجراحة التقليدية؟ خلافاً لما يعتقد عامة الناس بأن الجراحة التنظيرية تتميز فقط من الناحية التجميلية كونها لا تترك ندبات جراحية مقارنة مع الجراحة المفتوحة، فإنني أحب أن أضيف وأسلط الضوء على العديد من الجوانب الهامة التي تتميز بها الجراحة التنظيرية، فمن الناحية العملية إن الألم الذي يعاني منه المريض بسيط جداً ويكاد يكون مقتصراً على أماكن دخول المبازل، مقارنة مع ما يعانيه من آلام في الجراحة المفتوحة حتى في أبسط إجراءاتها، وبالتالي فإن فترة النقاهة والاستشفاء وعودة المريض الى عمله ونشاطه تكون أسرع في الجراحة التنظيرية. إن نسبة حدوث اختلاطات الجروح من إنتان الجرح الى تفزر أو حتى حدوث الفتوق لاحقاً مكان الشق الجراحي تكون في الحدود الدنيا حتى في العمليات الكبيرة المجراة بالجراحة التنظيرية مقارنة مع العمليات المجراة بالجراحة المفتوحة. إن ما يعانيه الكثير من المرضى من آلام بطنية مبهمة وعدم ارتياح قد يدوم لسنوات عديدة بعد الجراحات المفتوحة والذي تسببه الالتصاقات المتشكلة ضمن جوف البطن، مثل هذه المعاناة لا تكون موجودة عند المرضى بعد الجراحة التنظيرية. ما هي الجراحات الممكن إجراؤها عن طريق التنظير، وهل هناك استطبابات خاصة للجراحة التنظيرية؟ اليوم وبعد القفزة النوعية في تطور الأدوات والمعدات الخاصة بالجراحة التنظيرية ونتيجة لزيادة الخبرة عند الكثير من جراحي المناظير أصبح من الممكن إجراء أي تداخل جراحي عن طريق التنظير. حتى في جراحة الغدة الدرقية، والجراحات الأكثر تعقيداً، وبعض الجراحات التجميلية وجراحة القلب النابض أخذت الجراحة التنظيرية تأخذ مكانها عند توفر الخبرات والأدوات والمعدات اللازمة. لا يوجد اليوم مضاد استطباب مطلق يحول دون المداخلة الجراحية عن طريق المناظير، أو لنقل أصبحت مضادات الاستطباب في حدودها الدنيا فيما لو توفرت الخبرات والكوادر الطبية والأدوات والمعدات اللازمة للجراحة.
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||
