لايمكننا إنكار قيمة الأخلاق
فهي على العكس تحتل أهمية خاصة في البناء سواء على الصعيد الشخصي كأفراد أو المجموع كمجتمع، أو الكيان كدولة.
وتعرف الأخلاق بأنّها القواعد العملية لتنظيم وتهذيب السلوك الإنساني وعلم الأخلاق هو العلم الذي يبحث في الأخلاق نفسها، وهو أحد أقسام الحكمة العملية، ويسمونه أيضاً الحكمة الخلقية، هذا حسب التقسيمة القائلة بأنّ الحكمة قسمان: نظرية، وعملية، وأحد فروع العملية، علم الأخلاق الذي يشتمل على الفضائل الأربع وهي: الحكمة، والعفة، والشجاعة، والعدل.
كل ذلك يجعلنا نقول بأنّ الهدف من الأخلاق هو تنظيم السلوك الإنساني وفق معايير أخلاقية ثابتة، فالمبادئ الأخلاقية عامة وثابتة في كلّ زمان، وفي كلّ مكان، فالصدق مثلاً مبدأ أخلاقي يقرّه العقلاء كلهم بأنّه حسن في ذاته، ويبقى الصدق حسن في ذاته في كلّ زمان، وفي كلّ مكان.
ويجب أن تحكم المبادئ الأخلاقية علاقات الناس بعضهم بالبعض الآخر، لأنّ هذه المبادئ الأخلاقية هي وحدها القادرة على تنظيم المجتمع تنظيماً حضارياً، هذا في أيام السلم فكيف في ظروف الحرب؟ أما عندما تنعدم هذه المبادئ فإنّ شريعة الغاب تسود المجتمع، وعندئذٍ ينقلب كلّ شيء رأساً على عقب!
لكن تحتاج الأخلاق إلى قوانين محاسبة وعدالة اجتماعية لتنمو وتنتشر، أما في ظل غياب المتابعة والمساءلة فتنكفىء أمام انتهاك الحقوق والقوانين، فتسبب ضعف المجتمع وتراجعه، لذلك تعتبر الأخلاق من أهم العوامل على الإطلاق للنجاح الاجتماعي، في حال حمايتها من المجتمع والدولة، لأن الانسان بطبيعته يميل لمن يعامله معاملة ايجابية .