لكن حلمه لم يتحقق وتبدد تماماً وسقط بعد الأحداث الأخيرة في ولاية ميزوري، لأن العنصرية في الولايات المتحدة الأميركية مازالت أقوى من كل قوانين الإدارات المتعاقبة، وهذا ما يؤكد أن المشكلة في نفوس من يصنع القرار من البيض في البيت الأبيض، وليس في نصوص القوانين الموضوعة.
نظام بريتوريا يعود من جديد، ولم يكن لوثر كينغ وحده الحالم والمناهض للعنصرية وإنما كذلك عبارات خالدة رددها مالكوم إكس الذي قال «أنا لا أرى أي حلم أميركي، بل أرى كابوساً أميركياً».
كلمات لوثر كينغ وإكس صارت نبراساً ومصباحاً للملايين من الأميركيين من أصحاب البشرة السمراء الذين يثورون اليوم طلباً لحريتهم، والآن في هذه اللحظات تعج صفحات الإعلام بعبارات إكس ولوثر كينغ وخطبهم الرنانة.
لذلك فإن الاحتجاجات الشعبية الأميركية على مقتل مواطنين أميركيين من السود ليس حدثاً عابراً ولا فردياً بل هو سلوك عنصري للشرطة الأميركية يتكرر رغم مرور 50 عاماً على صدور قانون الحقوق المدنية، الذي ألغى التمييز العنصري ووضع الأميركي الأسود على قدم المساواة مع الأميركي الأبيض في الحقوق السياسية والاجتماعية والقانونية.
جريمة الأبيض ضد الأسود تتجدد باستمرار في أكثر من مدينة أميركية لتظهر الوجه الحقيقي لسياسة الإدارات الأميركية المتعاقبة والتي تتبجّح بالدفاع عن حقوق الإنسان والعدالة والديمقراطية المزعومة لسلطاتها الأمنية والقضائية الموغلة في دماء المواطنين الأميركيين السود وغيرهم من الأعراق الأخرى.
قصارى القول هل يبدأ الربيع المصبوغ باللون الأسود من الولايات المتحدة ؟.. الأيام المقبلة وحدها ستحدد مصيرها، فقد تكبر كرة الثلج تدريجياً إلى أن تصبح قنبلة موقوتة جاهزة للانفجار في أي وقت، قد تؤدي مستقبلاً إلى نهاية وشيكة للكيان الأميركي، وهى نبوءة ليست صعبة التحقق.
daryoussi@hotmail.com