المؤامرة والعدوان الصهيوني المتواصل
متابعات سياسية الثلاثاء 16-12-2014 بقلم الدكتور فايز عز الدين في القراءة العقلية للحرب الكونية التي يشنّها الحلف الأمروصهيوني على بلد العروبة سورية نجد أن العدوان على سورية لم يتوقف منذ أن رفض الشعب في بلدنا احتلال فلسطين، ووضع قضيتها القضية المركزية الأهم للنظام العربي الرسمي، والشعبي حيث بدأت حرب الوجود في المنطقة العربية منذ عام 1948م بين مشروعين واضحي الرؤية، بائني الأهداف .
فالصهيونية التي تستولي على القرار الأوروبي، ومن ثم الأميركي احتلت فلسطين لكي تقيم الدولة التلمودية من الفرات إلى النيل. والعرب أمةٌ مستهدفة بأرضها، ووجودها وتاريخها. ولم تبدأ المؤامرة على العروبة منذ احتلال فلسطين بل بدأت منذ مؤتمر بازل في سويسرا عام 1897 أي لحظة اختيار فلسطين أرضاً للشعب المختار كما يزعمون. ولقد مرَّ تاريخٌ من الحروب بين الغزاة الصهاينة والشعب العربي في فلسطين حين كانت بريطانيا دولة ُ الاستعمار العالمي تحتلها، وتساعد الصهاينة على الاستيطان والتملك، والتمكّن. ومنذ احتلال فلسطين اصطرع المشروعان: الصهيوني الاحتلالي، والعربي التحريري ووقفت قوى الإمبريالية العالمية مع المشروع الصهيوني وقفةً تربط الأمن القومي لها، بأمن الكيان الصهيوني على أرض العرب. وحتى يتحقق المشروع اليهودي بالانتقال من الكيان الطارئ إلى الدولة اليهودية الخالصة بأشنع وجهٍ عنصريٍ استَعْمَلَ الحلف الأمروصهيوأوروبي الأدوات الأعرابية التي تتكفّل بقيام الدولة الصهيونية وتحقيق مشروعها الذي تخطّى فلسطين ليطال مصر، وسورية، ولبنان، والأردن. ولو عاد المواطن العربي إلى تاريخ الحروب العدوانية الصهيونية على هذه الدول العربية المعنية لرأى أنه في كل عدوان علينا كان الأعرابُ المستعملون موجودين ومتواطئين وخدماً في دائرة العدوان.
ولكي تكون لهم – أي للأدوات الأعرابية – حجج أمام شعبهم لا بد من خلط المفاهيم، وتضليل شعبهم عن جوهر الصراع فمرةً هُم إسلامٌ ضد الشيوعية، ومرّة هم ضد مفاهيم القومية المجمّعة لكي لا يتوصل العرب إلى الوحدة، ومرّةً هم ضد إيران لأنها تخطط إلى هلال شيعي في المنطقة. ولقد ذهب هؤلاء العملاء إلى دفع أكلاف حروب الحلف المذكور ضد الاتحاد السوفياتي (سابقاً ) وصارت كابول في أفغانستان أهم من القدس والمسجد الأقصى. وبعد ذلك صاروا أمام احتلال العراق من قبل أميركا حتى يكون مقدمة لاحتلال سورية، وحين فشل الاحتلال وهُزِمَتْ أميركا في العراق وخرجت صاروا يروّجون إلى أن العدو الحقيقي ليس الذي يحتل فلسطين ويهوّدها، بل الذي له مشروع إسلامي ولو كان لمناهضة الوجود الصهيوني على أرض فلسطين، وعدم السماح بتهويد الأماكن المقدّسة. وفي كل تاريخ للعدوان على العروبة كان هؤلاء الأعراب رأسَ الحربةِ علينا. واليوم نجدهم يؤيدون العدوان الأخير على السيادة السورية الذي قامت به إسرائيل، وأدانها العالم ما عداهُم حيث لم يعد أمامهم سوى المزيد من الغرق في وَحْلِ الخيانة. إن مؤشرات العدوان الإسرائيلي على سورية تؤكد مناهج الحرب المتواصلة على بلدنا الذي لم تنحرف بوصلته عن القضايا العادلة للعرب على كل أرض لهم، وخاصة فلسطين. وتؤكد أن سورية دولةَ التمسّكِ بالمشروع العربي الوجودي ضد المشروع الصهيوني الغاصب لا بد أن تتواصل عليها المؤامرات والحروب العدوانية حتى تذعن لمفاهيم الاستتباع والدُّمية، وتلتحق بالأعراب الخونة. وتؤكد أن استخدام الإسلام غطاءً لتمرير المشروع الصهيوني التهويدي أصبح حقيقة رفضها وما زال المسلمون المؤمنون؛ واجتماعات الجامع الأزهر، وما صدر عنها خيرُ دليلٍ، وملاحقة القرضاوي من قبل الانتربول الدولي برهان ساطع على مَنْ سخّر الإسلام لخدمة الحلف الأمروصهيوني، ولو هدم الأقصى ومن بعد الكعبة؛ فالمهم أن تتحقق أحلام هرتزل، وبن غوريون. ونهاية الدلائل للعدوان الغاشم هي أن الجيش العربي السوري البطل الذي دحر مئاتِ آلاف الإرهابيين الوهابيين الذين تم إدخالهم إلى بلدنا بمساعدة الأعراب والسلجوقي أردوغان، وصارت مسألةُ انهيار معسكر الإرهاب قريبةَ التحقق لا يجوز أن يُتركَ هذا الجيشُ ليواصل نصره ولا بد من التأثير المعنوي عليه مهما كان محدوداً، فَوَقَعَ العدوان الذي أعطى الهوية الوطنية والقومية لسورية من جديد، وعرّى الصهاينة الغزاة الذين استخدموا الأعراب لخدمتهم، كما عرّى أضاليل الذين خدعوا الناس بالربيع حيث إسرائيلُ وخدمةُ مشروعها كانا الهدفَ الوحيدَ وما زالا.
|