كما حصل في سيدني الاسترالية حيث رفعت راية "داعش" في أحد مقاهيها بعد احتجاز زبائنه, ويقتحم الإرهاب أحد الشقق في "غينت" البلجيكية، وتعلن فرنسا أنها فككت احدى شبكاته، فربما تعيد أميركا حساباتها، فلا شيْ يمنعه من ضرب عقر دارها مجددا.
التعقيدات المتشابكة على الساحة الاقليمية والدولية باتت تنذر بانفجار وشيك بفعل التمادي الأميركي في دعم الإرهاب..وقد يكون رفع وتيرة التحرك السياسي الروسي هو الذي يمنع وقوع الأسوأ حتى الآن، لكون الدبلوماسية الروسية المبنية على الواقعية السياسية تريد فتح نوافذ جديدة لانتشال العراب الأميركي من غرقه المتمادي في استثمار الإرهاب، وربما يكون اللقاء بين الوزير سيرغي لافروف ونظيره جون كيري في روما قد وضع النقاط على الحروف فيما يتصل بجملة قضايا ساخنة في سورية والعراق وأوكرانيا وايران تنطلق في أساسها من ضرورة تطبيق قواعد القانون الدولي.
في المقابل يكثف المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا تحركاته واتصالاته من أجل تطبيق مبادرة تجميد القتال في حلب على الأرض ، لتكون قاعدة سياسية تمهد لحوار وحل سياسي يقوده السوريون بأنفسهم، وبعد أن حصل على الضوء الأخضر الأوروبي ،يتمنى ألا يصطدم بالعائق السعودي، حيث من المفترض أن يحط رحاله في مضارب آل سعود لمناقشة مبادرته، وجميع المؤشرات تدل على أن " بني جهل" اللاهثين وراء تدمير الدولة السورية سيضعون المزيد من العقبات أمام المبعوث الأممي، فمن يحترف كار الإرهاب، ليس بمقدوره التعاطي مع الأحداث بالطرق الدبلوماسية والسياسية، وليس بمقدوره أيضا التكيف مع أي متغيرات إقليمية أو دولية.
الحال تلك تتقاطع تماما مع سياسة الكيان الصهيوني المبنية على منهج القتل والإرهاب، فنتنياهو الرافض لمبدأ السلام يلهث وراء احباط مساعي السلطة الفلسطينية في الطلب من مجلس الأمن الدولي التصويت على مشروع قرار إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967، ويعول على استخدام واشنطن حق النقض لإفشال المسعى الفلسطيني، أو بأقل تقدير اقناع السلطة بتأجيل الذهاب إلى المجلس، وآخر ما تفتقت به عقليته الإجرامية أنه يرى في تلك الخطوة خطرا يهدد أمن كيانه، متناسيا أن الإرهاب الصهيوني هو الخطر الداهم على المنطقة والعالم أجمع.