والمكرسة منذ المرحلة الوثنية، والتي تتصاعد من خلالها مقاربات سوء الفهم والخطأ والالتباس. ولاشك في أن الانقطاع الطويل الذي أصاب فن النحت في بلادنا, بسبب عقدة التحريم, هو الذي أخّر تطوره, وأعاق تقدمه، وأدى إلى تخلفه، على مدى قرون، بعد أن كان له الحضور الأول، على مر كل العصور والأزمنة القديمة.
وهذه التشكيلات الحديثة والمبتكرة في الرسم والنحت، التي ينجزها شبان وشابات، والخارجة عن إطار التناظر الزخرفي, هي موجهة للعامة، وليس للنخبة، فالناس العاديون، وحتى الأميون، يعجبون بهذه التشكيلات التجريدية، وبعضهم، وبخلاف ما هو شائع، يفضلها على الأعمال الواقعية.
والمعروف أن النزول إلى الشارع، في الرسم والنحت، له علاقة وطيدة بالعمارة الحديثة, ويدخل ضمن المشروعات المعمارية لتخطيط المدن في الدول الراقية, وتجميل الشوارع والحدائق والساحات العامة, وإبراز المعاني الإنسانية والجمالية.
والمشاركون في هذه الورشة يعملون بشكل تطوعي، وحباً بالعمل الفني, لأنهم يدركون أن الفن رسالة محبة وسلام الى العالم أجمع, وهو الوجه الحضاري الذي تقاس من خلاله حركة التطور والتقدم، والفن التشكيلي قبل كل ذلك لغة عالمية لاتحتاج الى وسيط أو مترجم, وبالتالي فما ينجز في هذا الملتقى يقارب بين الشعوب، ويعمل على توسيع آفاق الحوار االفني والثقافي, ويساهم في الحد من انتشار الأسلحة، والقضاء على الفكر الظلامي والمتخلف والرجعي والمتطرف والسلفي.
facebook.com adib.makhzoum