حيث نجد أن كثيرا من الآباء والأمهات يُغرقون أطفالهم بالطلبات المتواصلة من داخل المنزل ومن خارجه «احضر لي كذا وكذا واشتر لي كذا »، وصولاً إلى إجبارهم على تنفيذها في كثير من الأحيان، حتى أن بعض الاهل يقومون بتوبيخهم وضربهم إذا لم ينفذوا أوامرهم ويلبوا احتياجاتهم !؟، وهذا بحدّ ذاته يعتبر منتهى الابتزاز والاستغلال الأسري بحق الطفل الذي غالباً ما ينصاع ضعفاً ورهبة وخوفاً لتلبية أوامر والديه.
ما يجب على الأهل الانتباه إليه عندما يطلبون من ابنهم أن يلبي لهم حاجة ما ، لاسيما إذا كان طفلاً ، هو قدرته العمرية والجسدية والنفسية على تنفيذها والاضطلاع بها، ذلك أن الطفل الصغير هو عبارة عن كتلة من المشاعر والأحاسيس البريئة التي تتأثر بشكل سلبي بكل ما لا يتفق مع براءتها ونقائها ، وبالتالي فإنها يمكن أن تتأثر جداً تحت وطأة الاستغلال الاسري المفرط والمغلف بطابع إنساني وأخلاقي وهو (طاعة الوالدين).
من الخطأ الجسيم وغير المقصود أن يحول الأهل أطفالهم إلى ما يشبه (العبيد) لتنفيذ أوامرهم ورغباتهم ، أو إلى مجرد روبورتات آلية بلا مشاعر وأحاسيس تنفذ وتعمل ما يطلب منها دون رفض أو تمنع أو حتى مناقشة ، لأن ذلك من شأنه أن يترك عندهم أثراً سلبياً إن لم يظهر مباشرة فسوف يظهر في المستقبل ، وهذا مكمن الخطورة على الطفل والأسرة والمجتمع