تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من نبض الحدث... التعطيل خيار أميركا.. ولادة الحل تجهض مشروعها

الصفحة الأولى
الأربعاء 7-9-2016
كتب علي نصر الله

انتهى لقاء بوتين - أوباما إلى لا شيء سوى الوعد بالمتابعة التي يتصدى لها لافروف - كيري وفريقا خبراء البلدين.

روسيا تتحدث عن إحراز تقدم يفتح على الأمل بالحل، بينما تتحدث أميركا عن هوّة وفجوة بين الجانبين، وعن مُجرد إمكانية إنجاز اتفاق لما تُسميه وقف إطلاق النار في سورية، مع مُماطلة مشفوعة بغموض مُتعمّد لا يدع مجالاً للبحث الجدي بأي عنوان من العناوين المطروحة.‏

ما الخلافات العالقة بين موسكو وواشنطن التي تحول دون الاتفاق الذي جرى الحديث عنه كثيراً؟ جبهة النصرة، وصول المساعدات الإنسانية، أم هناك ما لا تستطيع واشنطن التعبير عنه علناً وتتعدد ذرائعها مرة بعد أخرى لإخفائه ولتعطيل الحل الذي ترى في ولادته إجهاضاً لمشروعها؟.‏

الولايات المتحدة لا تريد حلاً في سورية يُلحق الهزيمة بحلفائها، ويُسقط مخططاتها، ويُحطم مشاريعها وأدواتها، وإنّ أبرز المؤشرات التي تؤكد رغبة واشنطن بالتعطيل والاستمرار بالمماطلة، محاولتها الإبقاء على الوضع على ما هو عليه، بل محاولتها إنقاذ مُرتزقتها وخاصة في حلب التي كانت الشاهد على جنون أميركا مرتين على الأقل، الأولى بعد فك الجيش السوري الحصار عن بلدتي نبل والزهراء في شباط الماضي، والثانية بعد قطع طريق الكاستيلو على مُرتزقتها في تموز الماضي.‏

لو توفرت الرغبة لدى واشنطن بالحل - في الحد الأدنى- لكانت تعاونت مع روسيا في الجُزئية المهمة المُتعلقة بفصل مُعتدليها عن التنظيمات الإرهابية، ولو لم تكن تسعى بالاتجاه المعاكس لكانت قدّمت الخرائط التي تُحدد مناطق انتشار مُعتدليها الذين تتذرع بهم لا لحمايتهم فقط، وإنما لحماية جبهة النصرة الإرهابية التي أخرجت لها من دون جدوى مسرحية تبديل الراية وتغيير القناع، لحمايتها أيضاً.‏

عندما يتعلق الأمر باستهداف جبهة النصرة، وعندما يتعلق الأمر بتقدم الجيش السوري على جميع الجبهات وفي حلب تحديداً، لا بد أن ترى أميركا بأنّ الفجوة كبيرة في محادثاتها مع روسيا، فالهوّة فعلياً بينها وبين روسيا كبيرة، ولن تصغُر يوماً أو تضمحل طالما أنّ أذرع الولايات المتحدة الإرهابية الوهابية والإخوانية تُمنى بالهزائم وتضيق عليها المساحات والخيارات.‏

إلى جانب استثمارها المبدئي بالإرهاب، تستثمر واشنطن حالياً بالوقت، وإلى جانب رهانها على مجموعة الأدوات الدولية والإقليمية والأذرع الإرهابية، تراهن واشنطن حالياً على إحداث أدواتها وأذرعها الإرهابية تغييرات على الأرض لاستخدامها والضغط بها في السياسة خلال ما تبقى لإدارة أوباما من وقت في البيت الأبيض الذي سيستقبل الرئيس الجديد وفريقه بملفات ثقيلة وخيارات صعبة قد تكون مفتوحة فقط على حتمية التكيف مع الهزيمة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية