لإيهام الرأي العام العالمي ان «اسرائيل» معنية بإحلال السلام في المنطقة والوصول لحل الدولتين الذي تروج له وترعاه مؤسسات الشرعية الدولية بينما هي بعيدة كل البعد عن عملية السلام التي وأدتها بتعنتها وغطرستها وماضية في تغولها الاستيطاني وانتهاك حقوق الإنسان على مرأى المجتمع الدولي الذي يغض الطرف عن ممارسات «اسرائيل»اللإانسانية ويعطيها الضوء الأخضر لاستكمال جرائمها بسكوته المخزي وعدم قدرته على لجم انفلاتها عن الامتثال للقانون الدولي.
في السياق أكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أمس موافقته على لقاء رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في العاصمة الروسية موسكو وذلك في خطوة لدفع عجلة المفاوضات المتعثرة والمتوقفة منذ أكثر من عامين بسبب تلاعب واحتيال الجانب الاسرائيلي وفرضه شروطاً تعجيزية ومحاولته تحميل السلطة الفلسطينية المسؤولية عن هذا التوقف .
وقال عباس في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره البولندي في العاصمة وارسو «اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقاء يجمعني بنتنياهو وقد وافقت على ذلك، وكان من المفترض أن يكون اللقاء يوم 8 أيلول الجاري لكن نتنياهو طلب تأجيله» مضيفا «لا أدري إلى متى التأجيل، أنا مستعد لهذا اللقاء وما يهمني هو العمل للوصول إلى دولة فلسطينية مستقلة على الحدود المحتلة عام 1967 والقدس الشرقية عاصمتها «.
وكان نتنياهو أعلن أنه يدرس عرضاً للقاء مع الرئيس عباس في موسكو وذلك خلال لقائه في القدس المبعوث الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف. والجدير ذكره ان آخر جولة محادثات بين السلطة الفلسطينية و»اسرائيل» انهارت عام 2014.
بموازاة ذلك واستكمالا لسياسة المراوغة والخداع والابتزاز المفضوح كون «اسرائيل» هي الكيان الإرهابي الأول في العالم والداعمة والحليفة لكل التنظيمات الإرهابية في المنطقة زعم بنيامين نتنياهو في تصريح له قبيل توجهه إلى هولندا صباح أمس أن هناك تغيرات كبيرة جارية في أوروبا وأن «إسرائيل» هي عامل استقرار في الشرق الأوسط!!!.
مدعياً ان أوروبا تواجه تغيرات كبيرة جدا «بسبب التطرف» وأن «إسرائيل هامة بالنسبة لأوروبا من أجل فهم كيفية مواجهة هذه المشكلة» مضيفا ان « اسرائيل تقوم بدور مركزي في استقرار الشرق الأوسط ولجم الإرهاب « حسب زعم نتنياهو.
قصف صهيوني يستهدف غزة
استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس بنيران أسلحتها الرشاشة منازل وأراضي الفلسطينيين شرق دير البلح والأراضي الزراعية شمال بيت لاهيا وسط وشمال قطاع غزة. ففي بيت لاهيا قصفت مدفعيات الاحتلال الحربية مناطق مختلفة شرق بلدة بيت لاهيا وفي دير البلح جنوب قطاع غزة أطلقت قوات الاحتلال نيران أسلحتها الرشاشة وبشكل مكثف صوب منازل الأهالي والأراضي الزراعية شرق دير البلح من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
وأفادت مصادر فلسطينية أن مدفعية الاحتلال المتمركزة على حدود بيت لاهيا أطلقت 5 قذائف صوب منازل للفلسطينيين وادعت قوات الاحتلال أنها مواقع للمقاومة الفلسطينية في حين أصابت قذائف الحقد الصهيوني منازل لمدنيين في القطاع المحاصر مسببة إضرارا مادية وخسائر في الممتلكات بينما استمرت طائرات استطلاع الاحتلال بالتحليق على ارتفاعات منخفضة في أجواء شمال القطاع.
وأشارت المصادر الفلسطينية نقلا عن شهود عيان إلى أن جنود الاحتلال المتواجدين بالأبراج شمال بيت لاهيا فتحوا نيران رشاشاتهم صوب أراضي الفلسطينيين تزامنًا مع إطلاق الاحتلال قنابل إنارة بأجواء المنطقة وتحليق مكثف لطائرات الاستطلاع والطيران المروحي في سماء المنطقة.
وكانت الاذاعة العامة للاحتلال زعمت أن «قوة عسكرية إسرائيلية تعرضت الليلة الماضية لإطلاق نار لدى قيامها بنشاط اعتيادي قرب السياج الأمني»
بموازاة ذلك اصيب تلميذ فلسطيني بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط كما أصيب العشرات من الفلسطينيين وطلبة المدارس بحالات اختناق جراء إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز في مواجهات قرب الحرم الإبراهيمي واندلعت المواجهات مع قوات الاحتلال على ما يسمى حاجز أبو الريش المقام عند المدخل الجنوبي للبلدة القديمة والحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل.
من جهة ثانية أفاد نادي الأسير الفلسطيني بأن قوات الاحتلال اعتقلت صباح امس 15 فلسطينيا من مدن الضفة الغربية المحتلة موضحا أن الاحتلال اعتقل سبعة فلسطينيين من رام الله والبيرة ومن بلدة بيت ريما ومخيم قلنديا وبلدة المغيّر ومخيم الجلزون و الخليل وبلدة حوّارة في مدينة نابلس ومدينة أريحا كما اعتقلت قوات الاحتلال شابة فلسطينية بدعوى تخطيطها لتنفيذ عملية طعن في البلدة القديمة في القدس المحتلة وزعم الاحتلال أنه خلال التحقيق مع الشابة اعترفت بأنها كانت تخطط لتنفيذ عملية مقاومة ضد عناصر من شرطة الاحتلال كذلك اعتقلت قوات الاحتلال أربعة شبان خلال حملة عسكرية لها في بلدة أبو ديس جنوب شرق القدس المحتلة.