تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سورية تتصدى للإرهاب انطلاقاً من مسؤوليتها الوطنية...الجعفري: مسؤولية الحماية من الجرائم من اختصاص الدول لتعزيز سيادتها وليس تقويضها

نيويورك
سانا
الصفحة الأولى
الأربعاء 7-9-2016
أكد الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى الامم المتحدة أن المسؤولية الاساسية عن الحماية من الجرائم الجسيمة من اختصاص الدول المعنية ومن صميم أعمال السيادة الوطنية مشددا على أن الغاية من فكرة المسؤولية عن الحماية تعزيز السيادة الوطنية وليس تقويضها.

وقال الجعفري في كلمة له خلال الحوار التفاعلي غير الرسمي بشأن مسؤولية الحماية: ان هذه الفكرة لم تطرح في الاصل من أجل منح الذريعة لاي طرف دولي لفرض مطالب وحلول وممارسات على الدول الاعضاء الأخرى بهدف تغيير أنظمة الحكم فيها عبر الغزو العسكري والاحتلال ودعم الجماعات الإرهابية المسلحة والإرهابيين الاجانب ومن ثم تعديلهم وراثيا واعادة تسميتهم ليصبحوا معارضة وطنية معتدلة أو عناصر مسلحة من غير الدول كما يقول التعبير الاممي المهذب .‏

ولفت الجعفري إلى ان البعض استغل فكرة المسؤولية عن الحماية لتصبح أداة جديدة وذريعة مبتكرة للتدخل في شؤون الدول وتحقيق مصالح هذه الدول النافذة بأي ثمن كان وهو الامر الذي دفع بعض الدول الاعضاء إلى المبادرة بدورها لتوضيح مفاهيم وغايات فكرة المسؤولية عن الحماية والتصدي لمحاولات سوء استخدامها وذلك من خلال طرح مفهوم مضاد هو المسؤولية أثناء الحماية.‏

واشار مندوب سورية الدائم لدى الامم المتحدة إلى ان فكرة المسؤولية عن الحماية كما الكثير من الافكار والمبادرات النبيلة الأخرى فقدت مصداقيتها وانسانيتها وأخلاقيتها نتيجة التسييس وتجاذب المصالح ونزعات الهيمنة والسيطرة وسوء النوايا.‏

وأضاف الجعفري ان النتائج الكارثية والجرائم الجسيمة التي ترتبت على قيام بعض الدول بتطبيق فكرة المسؤولية عن الحماية بصورة انتقائية ومسيسة وتدخلية رعناء مازالت ماثلة بل مستمرة إلى يومنا هذا في العديد من الدول وقد أقر الامين العام في أحد تقاريره بالمخاوف التي أثارها سوء تطبيق فكرة المسؤولية عن الحماية في ليبيا.‏

وشدد الجعفري على انه من المهم أن يتم تذكير الدول الاعضاء بأن سوء تطبيق هذه الفكرة في ليبيا قد حول هذه البلاد إلى بؤرة للإرهاب العالمي ولتصدير هذا الإرهاب إلى العالم ولاسيما إلى أفريقيا والى سورية .‏

واكد الجعفري ان هذه الممارسات أبرزت خروجا فاضحا بفكرة المسؤولية عن الحماية عن اي هدف انساني قد يرتجى منها بل باتت بعض الدول تستخدمها كمبرر لخرق ميثاق الامم المتحدة والتدخل في شؤون الدول الاعضاء وممارسة القتل ودعم الإرهاب وتمويله وتفتيت الدول وتحويلها إلى دويلات فاشلة بما يفضي إلى تهديد وزعزعة السلم والامن الدوليين .‏

واوضح الجعفري أن تقرير الامين العام الاخير حول المسؤولية عن الحماية خلا من اي اشارة إلى الاحتلال الاسرائيلي المستمر للاراضي العربية وهي المأساة الانسانية الاجدر بالاهتمام في معرض فكرة المسؤولية عن الحماية حيث تستمر اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال منذ عقود بخرق ميثاق المنظمة ورفض تنفيذ قراراتها التي تقضي بإنهاء احتلال أراضي الغير بالقوة .‏

وقال الجعفري: ان ما تشهده سورية لا ينطبق عليه بحال من الاحوال توصيف الحرب الاهلية.. والاف الإرهابيين الاجانب ممن يحملون جنسيات أكثر من100 دولة دخلوا إلى سورية عبر دول الجوار وبمساعدة حكومات بعضها وهم ينسفون توصيف تقرير الامين العام لما يجري في سورية بأنه حرب أهلية مشددا على ان الحكومة السورية مستمرة في أداء واجباتها ومسؤولياتها الدستورية في الدفاع عن سيادتها وسلامة أراضيها وحماية أمن مواطنيها بمواجهة الجماعات الإرهابية التي رفعت السلاح ضد الدولة والشعب السوري.‏

ولفت مندوب سورية إلى ان الدساتير الوطنية في مختلف دول العالم تجرم رفع واستخدام السلاح من أي طرف غير الجيش ومؤسسات الدولة المسؤولة عن فرض الامن والاستقرار وحماية حدود الدولة واراضيها مشددا على ان استخدام مصطلحات من قبيل الجماعات المسلحة من غير الدول لا يغير من حقيقة أن “داعش وجبهة النصرة وجبهة فتح الشام وجيش الفتح وجيش الإسلام” والمجموعات الإرهابية الأخرى المرتبطة بها هي كيانات إرهابية تتصدى لها الدولة السورية انطلاقاً من مسؤوليتها الوطنية الصرفة عن توفير الحماية .‏

وتابع الجعفري: لم يكن لابناء بلادي سورية التي شهدتم لها عبر عقود من الزمن بتوفير الحماية والرعاية والمساواة في الحقوق للاجئين أن يعانوا من ظاهرة لجوء أو تشرد لولا ما قدمته أنظمة الحكم في دول تعرفونها جميعا من مساعدة ودعم وتمويل لعشرات الآلاف من الإرهابيين الاجانب الذين دخلوا إلى سورية وارتكبوا بحق شعبها أفظع جرائم القتل والتخريب والتدمير .‏

وشدد الجعفري على ان انظمة الحكم في هذه الدول تستمر حتى اليوم بدعم الإرهاب في سورية وعرقلة امكانية التوصل إلى حل سياسي للازمة فيها وفرض حصار واجراءات قسرية أحادية الجانب تستهدف مصادر رزق ومعيشة وصحة المواطن السوري فيلجأ إلى الهجرة الخارجية مخاطرا بحياته أو إلى الهجرة الداخلية من المناطق التي تسيطر عليها الجماعات الإرهابية المسلحة إلى المناطق التي تتمتع بحماية الدولة ورعايتها وخدماتها .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية