تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مــــــــــــــــــــــــــن مقاعد الدراسة إلى تنمية المهارات

مجتمع
الأحد 1-7-2012
نيفين عيسى

مع قدوم الصيف يودّع الطلاب الكتب والدفاتر لفترة وجيزة، ويتوقون للإنعتاق من قيود الأهل التي تلاحقهم لمتابعة دروسهم من أجل تحصيل ناجحٍ يليق بالوقت الذي قضاه هؤلاء على مقاعد الدراسة،

هذا الإنعتاق يترافق مع أوقات فراغ لا بد من تنظيمه بشكل جيد ليتم استثمارالعطلة بما يعود بالفائدة على الأبناء و الأهل معاً، فمن ناحية يمارس هؤلاء الأبناء هواياتهم ويعملون على تنمية معارفهم ومداركهم، فيما يدرك الأهل أن الوقت الذي يقضيه أبناؤهم لا يذهب سدى، وربما ما يقومون فيه أيام العطلة سيعزز لديهم الثقة بالنفس، سواء من خلال المهارات الرياضية أو الذهنية أو الدورات الرافدة للمناهج التربوية، وهنا يظهر تناقض واضح بين رغبة الأبناء في قضاء العطلة باللهو واللعب وبين مبتغى الأهل في استثمارها بما يحقق الفائدة لهم، ويحميهم مع مراعاة الظروف الراهنة التي تعاني منها الأحياء والمدن والبلدات‏

«الثورة» التقت مجموعة من الأهل واستطلعت آراءهم حول كيفية التخطيط للعطلة ومدى قبول مشاركة أبنائهم تلك الآراء.‏

عاصم سعيد موظف قال: من حق الأبناء التمتع بأوقاتهم بعد أشهر التعب والدراسة لكن بنفس الوقت لا يجب السماح لهم بإضاعة وقت العطلة دون الاستفادة منها، فيجب أن يكون هناك توازن بين حاجة الأبناء لشعورهم بعدم الالتزام وبين ضرورة الاستفادة من الوقت الطويل، بدوري أوجه أبنائي باتجاه نشاطات مفيدة لهم دون أن أجعلهم يشعرون أنهم مجبرون على ممارسة هذه النشاطات، حيث يتساءل معظم الآباء والأمهات دائماً عن الطرق الأمثل لإشغال الأبناء وملء أوقاتهم خلال العطلة الصيفية بما يفيدهم ويسليهم ويفرغ طاقاتهم ويشحذ هممهم.‏

من جهتها غديرعودة ربّة منزل أوضحت قائلة: لا بد من تنظيم الوقت وتوظيفه بطريقة يستفيد منها أبنائي، فمن الممكن الذهاب لقضاء إجازة مفيدة وممتعة بآن معاً استعداداً لعام دراسي جديد ، وأقدّم النصح والإرشاد في استخدام الطرق المفيدة والناجعة لاستغلال الوقت بأسلوب تعليمي ترفيهي بالوقت ذاته، بحيث يعودون لمدارسهم بعد انقضاء العطلة بمشاعر متجددة لبدء عام دراسي جديد، بدلاً من قضاء أوقاتهم بالنـوم أو الجلوس أمام التلفاز أو الحاسوب واللهو بالألعاب الإلكترونية، أو ربما بالذهاب إلى أماكن اللهو غير المأمونة الجانب.‏

أما ربيع الهزيم الذي لديه محل لبيع أدوات التجميل أفادنا بالقول: من المهم أن يشترك أبنائي في وضع خطة لكيفية قضاء عطلة الصيف حتى لا يشعرون بأنهم منفذون فقط لما نريد لأن رغبات الأبناء غالباً ما تتعارض مع اهتمامات الأهل على وجه الخصوص في مرحلة المراهقة، فقسم من الأبناء يرغب بالذهاب لنوادٍ رياضية مثلاً، أما الأهل يريدون لأبنائهم الدخول في دورات لاكتساب مهارات وإتقان بعض اللغات والحاسب، لذا أنا وزوجتي نضع برنامجاً للعطلة يتناسب ويتوافق مع رغبة أبنائنا ومن خلاله يتم تحديد النشاطات المزمع القيام بها، حيث من الضروري أن يستغل الفرد وقت فراغه بما ينفع الناس ويخدم مجتمعه من خلال المشاركة في النشاطات الصيفية أو الشبابية‏

مثل النوادي الرياضية وغيرها، كما أننا يجب ألا ننسى تفعيل العلاقات الأسرية والاجتماعية حيث توفر الإجازة الصيفية أجواء للم شمل الأسرة، و تكثر خلالها الزيارات بين الأهل والأصدقاء.‏

وتشاركه الرأي ريهام أبو عسلي ربّة منزل بأنها تجلس مع أبنائها وتخطط للعطلة سـوياً وباعتقادها أن هذا الأمر يزيدهم تآلفاً وترابطاً، وتعرف بذلك توجهاتهم وهواياتهم فكل حسب رغبته، لكن ليس دائماً يتم الأخذ برأيهم فتحاورهم بكل هدوء وتوجههم نحو النشاطات الممتعة والمفيدة التي يمكن من خلالها استثمار الطاقات وصقل المواهب مع مراعاة عدم الضغط عليهم بأشياء لا يرغبون التوجه إليها، لأن هذه القضايا بالنتيجة تنمي روح المشاركة لديهم وترسخ لديهم عادة الاعتماد على النفس.‏

منى الحلو موظفة بشركة خاصة عبرت برأيها بالقول: في العطلة كسرٌ للروتين الممل الذي كان خلال فترة الدراسة وخصوصاً الاستيقاظ المبكر، وأبنائي يخططون للعطلة بأنفسهم ويحسنون استغلال وقتهم فيذهبون للنوادي الصيفية ويقرؤون القصص القصيرة، لأن العطلة الصيفية هي الراحة بعد العناء، وهي المكافأة بعد جهود الدراسة والمثابرة والكد، وهي فرصة لمزيد من اكتساب المعرفة العلم وتنمية الإبداعات وتعزيز الثقة بالنفس.‏

حنان طه مدرسّة أضافت :تبدأ معاناتي مع نهاية العام الدراسي فأبنائي لا يطيعونني بأي أمر أنصحهم به و يحبون القيام بالنشاطات التي يرونها مناسبة لهم الأمر بنظرهم أن في ذلك إثباتاً لذواتهم، حيث يقضون معظم وقتهم أمام شاشات التلفاز، وبإعتقادهم أن العطلة هي للراحة والنوم للظهيرة والاستمتاع بالوقت والترفيه بعد عناء الدراسة وليس لإتباع دورات تعليمية أو تثقيفية.‏

وأكد فريد موسى سائق ميكروأنه يمكن للأبناء استغلال وقتهم في الصيف بدورات تعليمية وأضاف أن ابنته السنة القادمة في الصف التاسع واعتباراً من الشهر القادم سوف تبدأ بقراءة المنهاج لتكون لديها فكرة مسبقة عنه.‏

أما عامر الأمعري مهندس يرى أنه يوجد وقت فراغ كبير أثناء عطلة الصيف و للأهل دور كبير في التخطيط لكيفية قضاء العطلة، ويمكن لأبنائي الصغار الاستفادة من إخوتهم الأكبر سناً فكثيراً ما تتولد لديهم معرفة وإدراك لكثير من الأمور.‏

في النهاية لا بد من القول أن في العطلة الصيفية متسع كبير من الوقت وهذا الوقت يجب استغلاله في نشاطات تحسن من مستوى الأبناء النفسي والمعنوي والجسدي والذهني والمعرفي دون أن ننسى ضرورة مراعاة الظروف التي تعاني منها البلاد، كما أنه لا بد من توخي الحيطة والحذر في معرفة الأماكن التي سيرتادها الأبناء بالطبع دون أن نجلس في بيوتنا لننتظر أقدارنا فبلادنا لا تزال بخير.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية