وعلى هذا فإن فكرة استخراج أدوية وعقاقير من البحار ليست بالفكرة الجديدة، لكن الجديد هو التوجه العالمي لكشف المزيد من مكنونات البحار من غذاء ودواء.
يغمر الماء نحو 70 بالمئة من سطح الأرض، وعلى مساحة نحو 361 مليون كيلو متر مربع، أو بما مقداره 1.37) بليون كيلو متر مكعب.. ويعيش فيها مئات الآلاف من الأنواع البحرية والنباتية، والتي تتباين في خصائصها وتركيبها، وسوف تعمل البحار على إشباع حاجتين جوهريتين من حاجات الإنسان في المستقبل، حاجته إلى الطعام للمحافظة على بقائه، وحاجته للأدوية للمحافظة على صحته.
والجديد في الأبحاث والدراسات تقول: إن البحر قد يحمل الأمل في شفاء الكثير من الأمراض المزمنة والعصبية والمستعصية مثل: أمراض القلب والسكري وتصلب الشرايين والسرطان وغيرها.. وسوف تتغير خريطة الأدوية في العالم لتحتل الأدوية المستخرجة من البحار قائمة الصدارة، باعتبارها أدوية طبيعية، وليست كيميائية، وسيكون البحر مصدر الدواء والعقاقير في الألفية الجديدة.
ويعتقد العلماء والباحثون أن فوائد البحار الدوائية، التي لا نعرف عنها الآن أكثر من نحو واحد في المئة، تمثل صيدلية طبيعية لا غنى عنها لمداواة مختلف أمراض الإنسان.
إن البحر ذلك المنجم الأزرق الذي كان على الدوام وما زال مصدر الحياة البشرية يعد بما تحويه أعماقه من صخور ونباتات وأسماك كنز المستقبل الذي تتسابق عليه كبريات شركات الأدوية والمستحضرات الغذائية والتجميلية.
وإذا كانت هذه أخبار سارة، فإن الأخبار التي ليست كذلك هي الصعوبة التي يواجهها العلماء في تحديد والتقاط الحيوانات والأعشاب البحرية النادرة القابعة في أعماق البحار والمحيطات.. كما أن استخلاص المواد النافعة منها يحتاج إلى تقنية عالية متطورة ومكلفة، ربما ستكون واحدة من أهم أهداف القرن الحالي.
وختاماً
هناك ثورة عالمية تحذر من الأدوية الكيميائية لأضرارها الخطيرة والجسيمة لجسم الإنسان.. لذلك ليس هناك شك في أن الدراسات والأبحاث الحديثة ستدخل في مرحلة اقتحام جريئة للبحار لكشف مكنوناته وأسراره وكنوزه.