ترتجف شفتاي وتقف دموعي حائرة أتسقط فرحاً أم شوقاً يراودني شعور أنني امتلكت العالم .
هل أسارع بخطواتي وأتلفت يمنة ويسرة لأرى تلك التفاصيل التي طالما اشتقت إليها أم أستنشق الهواء أكثر لأني عطشة للحياة التي فارقتها منذ مغادرتي أرض وطني.
كم هي جميلة تلك اللحظات وكم من بعيد ونحن مسافرون لأسابيع أو حتى لأيام انتظرناها. وانتظرها كل مغترب وعيناه تدمع كل ليلة ويسأل الله أن يعود إلى وطنه الذي فارقه، فمرارة البعد قاسية ويزداد الشوق وحب الوطن الذي ينمو ويكبر كلما ابتعدنا عنه. فما أغلاك ياوطني.. وتزداد غلاوتك ومعزتك ونشعر بقيمتك أكثر مما كنا نشعر بها ونحن بين أحضانك حين نفتقدك ونبتعد عنك، لا يعوضنا عن فقدانك أجمل وأغنى بلدان العالم لأنك الأجمل والأغنى فأنت الحب والحنان الذي ننهل والأمل والمستقبل الذي نأمل وأنت قبل هذا وذاك الأمن والأمان الذي سيعود قريباً بفضل أبنائه ومحبيه الذين يضحون في سبيل عزته وكرامته ويبذلون الغالي لعودة أمنه وأمانه.