وهؤلاء لم يعودوا أفراد هواة أو دفعة تخرجت من معهد للتمثيل أو كلية فنية تضم جميع أدوات هذه المهنة، وإنما دخل هواة جدد بعد أن كانوا في سبات لردح من الزمن..
وإذا ماقلنا أن التمثيل هو مهنة قديمة عمرها ربما آلاف السنين إلا أن لاعبي هذه المهنة قد تعرضت خشبتها وكواليسها إلى كثير من الاختراقات والاعتداءات، إذ لم يعد حكراً على أصحاب المواهب الفنية ومحبيها ومريديها.. بل تعدت ذلك لتشمل أصحاب المواهب السياسية ومن بينهم هذه المرّة رؤساء دول وحكومات حاقدة تدعي العراقة والمدنية وتعمل لخير الإنسان كما ذمتهم المخروقة.
بعض هذه الدول ذات التاريخ والماضي الأسود هي اليوم على الحلبة كما الأمس القريب والبعيد أيام الاستعمار البغيض، هي اليوم اللاعب والبطل الأساسي المبهر في تدوير الأقنعة المزيفة والمغلفة بشعارات الحرية وصرخات الإصلاح والحقوق المنتقصة؟؟ ..
ومن أجلها كان الغزو وكانت الحرب وكان الاعتداء بقفازات اللاعب السياسي الفرنسي المتقلب الوجوه والبريطاني الحالك اللون والأميركي الذي فاز بالخبطة الكبيرة على خشبة المسرح في هذا الشرق رغم افتقار كل هؤلاء إلى أدوات الفن التمثيلية على اعتبار أن جميع هؤلاء وغيرهم الكثير كانوا جميعاً مكشوفين ومعروفين ومفضوحين أمام العالم أجمع ومازالوا حتى اليوم، وبالتالي عنصر الإثارة أو المفاجأة لم يكن بالوزن الذي يجب أن يثير الاهتمام والدهشة، عند السوريين على مبدأ عدوك القديم تعرفه وإن عاد بثوب جديد..
لكن لاضير أن نعترف نحن العرب أبناء هذه الأمة والسوريين على وجه الخصوص أن الممثل الجار هذه المرة كان بارعاً في أدائه متلطياً بثوب الدهاء والمكر وإن كان في الحقيقة لصاً من العيار الثقيل ويستحق شهادة الأيزو«الجودة» في ذلك وإن كان متخفياً بجلباب الجنتلمان ونظرية صفر المشكلات، ولنطوي الصفحات الماضية ونعبر الحدود بإطار الشكل المزيف والأعوج لابصدق النيات.
فكانت المسرحية الأردوغانية الأكثر جاذبية على الطريقة الهزلية في حينها ومن على الخشبة العالمية.. وعلى الخشبةالسورية هي اليوم أكثر تجاذباً وجدالاً في قاموس النفاق والرياء والسقوط الاجتماعي والأخلاقي، المفضوح وهو الغارق في حضن الغزل الصهيوني العابر لدماء الأتراك في بحر متوسط وسفينة تدعى مرمرة ..
لقد تنكر هذا كما غيره من الأعراب لكل خير السوريين، لأرضهم وتاريخهم وصناعتهم وحرفتهم وإبداعهم حيث سطا على هذا الإرث العثمانيون المحتلون، ذات يوم وسرقوا من هذا البلد حتى ماء الوجوه..
وبالتالي يستحق هذا الوالي الحالم جائزة الأوسكار في فن التمثيل والكذب السياسي؟!
أما ممثلو المسرحية العربية ذات الخشبة النفطية والملكية والمذهبية فيكفي ماذكرته الآية الكريمة « الأعراب أشد كفراً ونفاقاً....»