لتتقاطع ذمة الإعلام الأميركي ولسانه مع ذمة رئيس الحكومة التونسية الذي أقرّ رسمياً تسلل إرهابيين تونسيين الى سورية ونأى بنفسه وحكومته عن وضع حد لمثل هذا الخرق الفاضح لجميع الاتفاقيات الدولية، بينما تزج السلطات التونسية أنفها في الشأن السوري، ويتحدث قادتها الإخوانيون باسم الشعب السوري على امتداد وعمق المؤامرة المدبرة.
وعلى ذمة الخارجية الاميركية ولسانها فإن المخابرات الاميركية ترصد تجمعات للمتطرفين في سورية تعتزم ضربها بطائرات دون طيار، في حين تطلق واشنطن ذمة الكونغرس ولسان كل من هيغ و فابيوس لتسليح المعارضة وتدفع كلاً من لندن وباريس لإنشاء تكتل اوروبي لدعم ما يسمى ( المعارضة المسلحة ) خارج اطار الاتحاد.
وفي إطار الذمم والألسن فإن ذمة الرئيس الاميركي ولسان زعيم دبلوماسيته جون كيري تدعمان حلاً سياسياً في سورية بين الفينة والاخرى، في حين يتلون الاثنان حسب تقلبات السياسة والضرورة.
وعلى ذمة النعاج من العرب أيضاً و لسان ربيعهم الذي ثرثر ولغا طيلة عامين وأكثر فإن تحالفهم مع اميركا جاء من اجل الحريات وبأمر من تمثال الحرية في نيويورك وتماثيل القائمين على المنظمة الاممية بكسر كل القيود واعادة الحقوق والكرامات، ليعلن أوباما من قلب فلسطين المحتلة وفي زمان الربيع العربي واخوانه أن (إسرائيل) يهودية موجودة وجود السماء والارض، مستمرة استمرار اميركا، مقزّماً كل حلفائه العرب وملقياً بهم تحت اقدام نتنياهو وبيريز.
وعلى ذمتي و بلساني لم يشهد التاريخ العربي تواطؤاً مهيناً على العروبة وقلبها في سورية كما يشهده اليوم، حيث تبدو الدول العربية صهيونية أكثر من هرتزل، وأميركية اكثر من العم سام، و تنخرط في المؤامرة حتى احتراق آخر اوراق العودة، بينما تبحث اميركا بما يفصلها من وقت عن حزيران المرتقب عن المزيد من أوراق التفاوض، وتحوم طائرات الدبلوماسية الاميركية في المنطقة ليفاجئنا كيري بزيارة الى العراق، ولا يبدو أنها أولى المفاجآت ولا آخرها مع ما يشهده العالم من اعادة تشكيل للخريطة السياسية العالمية التي رسمها صمود دمشق، وتوّجها بالأمس لقاء صيني روسي وجه صفعة لوجنة البيت الابيض، يبدو ان الاتحاد الاوروبي اول من يجب أن يتعظ بها.