تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إرادة الشعوب تسقط مشروع «أمركة» المنطقة

شؤون سياسية
الأثنين 25-6-2012
حسن حسن

فشلت الحروب الأميركية و«الإسرائيلية» في كسر إرادة الشعب والأمة . وفشلت واشنطن وتل أبيب في اعادة صوغ عقل وروح وفكر الإنسان العربي بالقضاء على الثقافة العربية وأمركة المنطقة وصهينتها . إننا نشهد جميعاً ازدياد كراهية شعوب المنطقة بل شعوب العالم أجمع لأميركا و«إسرائيل» نتيجة الدور التخريبي الذي تؤديه الولايات المتحدة في الوطن العربي .

قبل مجيء أوباما إلى الحكم تبنى المحافظون الجدد وإدارة بوش التصور الاستراتيجي الصهيوني لمستقبل العالم العربي ولرسم خريطة جديدة للمنطقة ، لإعطاء «إسرائيل»الدور القائد والمهيمن عليها ، وللقضاء على النظام العربي، وإقامة «إسرائيل» العظمى الاقتصادية بدلاً من «إسرائيل» الكبرى الجغرافية وركز معهد الدراسات الاستراتيجية والسياسيةالمتقدمة على عزل سورية ومحاصرتها بين «إسرائيل» من جهة ، وبين نظام عراقي حليف للولايات المتحدة و«إسرائيل» من جهة أخرى . وكان سبق لشيمون بيريز عندما تولى رئاسة الحكومة بعد اغتيال اسحق رابين عام 1995 أن تمنى على الأميركيين تشكيل حلف ناتو للشرق الأوسط يضم «إسرائيل» وتركياوبغداد بعد إسقاط النظام العراقي وبعض الدول العربية الصغيرة . ولمزيد من الإيضاح ، فإن الأسباب التي أدت إلى زرع الكره والبغضاء لأميركا هي تصرفات جنودها الذين يقتلون من أجل القتل ... وللتسلية حسبما رأى العالم وشاهد في فضائح سجن أبو غريب ، وكما أقر واعترف جندي أميركي يدعى جيرمي مورلوك كان يخدم في أفغانستان عندما اعترف بذنبه،قتل مدنيين أفغان ... من أجل التسلية !! وهذا ما نقلته شبكة cNN الإخبارية الأميركية عن مورلوك قوله خلال جلسات استماع بدأتها السلطات الأميركية لمجموعة من الجنود الذين يواجهون تهمة تشكيل فرقة موت قامت بقتل مدنيين أفغان ، وقال إنه تلقى موافقة على قتل أحد الأشخاص من الرقيب كالفن جيبر القائد الفعلي للعملية ، والذي قام شخصياً بقطع أجزاء من أجساد القتلى بهدف الاحتفاظ بها كتذكارات ، وأخبر مورلوك القضاة خلال شهادته كيف كان العناصر في مجموعته يقدمون على تناول المخدرات ويقتلون المدنيين الأفغان ويضعون أسلحة على جثثهم لإظهارهم وكأنهم من الإرهابيين بما يبرر قتلهم .‏

ولأن أميركا تعتبر نفسها سيدة العالم عسكرياً ، فإنها تعطي نفسها الحق في أن تفعل ما تشاء وهي تفرض على العالم دينها الجديد «البراغماتية»والتي في تحليلها الأخلاقي ليست إلا الطلب من الإنسان أن يعيش يومه ، وألا يفكر في الماضي وينسلخ عنه ليكون ابن يومه وابن الملذات الجسدية ، وألا يفكر في المستقبل ، بل أن يترك لسادة البيت الأبيض أن يحفروا اسمهم عميقاً في ذاكرة التاريخ بأنهم سادة اليوم والمستقبل !! ويسألونك لماذا يكرهنا العالم ؟!‏

لقد قتلت أميركا وتقتل وتشر بسلاحها أبناء شعبنا في فلسطين ، وقتلت بسلاحها أبناء شعبنا في لبنان ، وساهمت ودعمت احتلال أراضينا في سورية والأردن ولبنان ومصر وتتآمر على المقاومة في لبنان ، ودعمت وتدعم «إسرائيل» في بقاء احتلالها وتوسيع رقعته على أرض فلسطين .‏

لقد حظيت «إسرائيل» برعاية أميركية استثنائية مادية وسياسية ، سواء على صعيد العلاقة الثنائية ، أم على صعيد الموقف الأميركي في أروقة الأمم المتحدة و منظماتها المنبثقة عنها ، فكانت تسقط عبر حق النقض «الفيتو» أي محاولة لاستصدار قرار يلزم «إسرائيل» الدولة المعتدية بتطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية أو الجولان السوري المحتل . كما أن الولايات المتحدة و«إسرائيل»تعملان على فرض هيمنتهما على الوطن العربي ، والقضاء نهائياً على كل فكرة وحدودية وتصفية قضية فلسطين ، وزعزعة الأنظمة العربية الوطنية والعمل على تقسيم المنطقة إلى دول وطوائف ومذاهب متناحرة ، كما أنهما تعملان على محاربة العروبة ، وتقويض كل الأنظمة العربية وما حدث ويحدث في السودان والصومال واليمن وليبيا ومصر وسورية وكل الدول من دون استثناء خير دليل على ذلك .‏

نعم نحن نحب شعوب كوبا وفيتنام وأميركا اللاتينية لأنها علمت أميركا الدرس ، كما نحب كل الشعوب التي تناضل من أجل حريتها ... ولأن الحرية واحدة ... لكننا نكره السياسة الأمريكية . لأنها تعمل على إذكاء التفرقة وزرع بذور الفتنة والتجزئة في كل ساح عربية ، ولأنها تدعم وتساند كل أنظمة الاستسلام والخنوع وتنشر وتعمم ثقافة السجن والاعتقال على غرار غوانتانامو وأبو غريب والسجون السرية وتلاحق المقاومين والثوار . نعم نحن نكره السياسة الأمريكية وسنعمل على زرع هذه الثقافة ما دامت أميركا تنتهج سياسة الانحياز والتعامي عن حقيقة الصراع الدائر في منطقتنا.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية