تحالف الأزمات
هيرالدتريبيون ترجمة الأثنين 25-6-2012 ترجمة غادة سلامة بالرغم من اختلاف وجهات النظر بين الدولتين واتساع الهوة بين الفريقين يحاول الرئيس الأميركي باراك اوباما والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل الظهور بمظهر الصديقين اللذين يكنان لبعضهما الاحترام والتقدير
هذه الصداقة الأوروبية الأميركية التي غالبا ما تظهر أثناء الأزمات والمصائب فبينما تتهاوى آمال الأوروبيين في استمرار الوحدة الأوروبية والانهيار الوشيك للعملة الأوروبية الموحدة اليورو اثر الأزمات الاقتصادية والمالية التي عصفت بأوروبا وتأثرت بها منطقة اليورو نتيجة اقتراب كثير من الدول الأوروبية الكبرى إلى حافة الإفلاس كاليونان والكارثة المالية التي حلت بايطاليا واسبانيا وانتشار البطالة بين أفراد المجتمع الأوروبي كل هذه الأمور هزت ألمانيا وجعلتها قلقة على مستقبلها ومستقبل أوروبا الموحدة ومهما تظاهرت ميركل بالثبات إلا أن علائم القلق بادية على وجهها اوباما وميركل اللذان التقيا الشهر الماضي في نهاية قمة كامب ديفيد حيث دعا اوباما ميركل في نهاية الاجتماع إلى حديقة البيت الأبيض لتناول وجبة العشاء وسط أجواء خاصة من الاحترام والتقدير لشخص ميركل ولألمانيا هذه الأجواء التي وصفت وكأنها أجواء من قصص ألف ليلية وليلة فاوباما الذي اختار ميركل من بين القادة الأوروبيين للتحدث معها حول الأزمة المالية العالمية بشكل عام والأزمة المالية الأوروبية بشكل خاص لقناعته بأن المستشارة الألمانية كونها تمثل ألمانيا وشعب ألمانيا ولأن ألمانيا كانت من كبار المستفيدين من الوحدة الأوروبية ومن منطقة اليورو وهي الآن أكثر دول أوروبا تأثرا فيما لو انهارت العملة الأوروبية الموحدة وتزعزعت منطقة اليورو ألمانيا التي تعرف تمام المعرفة بان اوباما قد توجد لديه خطط ناجعة لمستقبل أوروبا المالي وقد يكون بيده مفتاح الحل لأوروبا وأوروبا التي طالما صمت آذانها في وجه العروض الأميركية ربما اليوم تلقى هذه العروض وبسبب الأزمة الأوروبية آذان مصغية في محاولة لإنقاذ أوروبا ووحدتها ورغم الشك الذي يحوم حول أمريكا ونية أمريكا بالحفاظ على الوحدة الأوروبية إلا أنها تعد الملاذ الأمن باعتبارها من الدول الصناعية الكبرى ومصلحة أوروبا بطريقة أو بأخرى تهم الولايات المتحدة الأميركية للحفاظ على تماسك الدول الصناعية الكبرى في مواجهة الأزمة المالية العالمية التي أثرت كثيرا على اقتصادات الدول الكبرى وعلى رأسها أمريكا وألمانيا وعلى ما يبدو أن ميركل تثق كثيرا باوباما وهي تستطيع أن تسأله ما بوسعها فعله لتجاوز أزمة اليورو، اوباما في المقابل يكن الكثير من الاحترام لميركل وألمانيا وفي الحقيقة الرئيس الأميركي يريد التعويض عن خسارته برحيل ساركوزي عن الاليزيه ولطالما توافقت أفكار ساركوزي مع أفكار اوباما حول الأزمات الأوروبية والعالمية واليوم ترى الولايات المتحدة في ألمانيا وميركل البديل المناسب من ساركوزي وفرنسا لقيادة أوروبا في المرحلة القادمة فألمانيا شكلت لفترة طويلة المنقذ الوحيد لأوروبا ولمشاكلها وها هو الرئيس الأمريكي يقلد المستشارة الألمانية وسام الحرية الأمريكي وهو أعلى وسام يمنح لرئيس أوروبي تقليد ميركل وسام الشرف الأمريكي تم بحضور مسؤولي البلدين من خلال حفل فني أقيم في حديقة البيت الأبيض حيث ألقى اوباما كلمة ترحيبية بميركل لنيلها هذا الوسام الرفيع المستوى وبعد ذلك قام الرئيس الأمريكي والمستشارة الألمانية بشرب نخب الصداقة الأميركية الألمانية وبداية عهد جديد من تحالف ألماني أميركي لا مثيل له في التاريخ الا في القرن الحادي والعشرين
بقلم مارك لاندلير
|