تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


جرعة إضافية مجانية من اللقاحات الداعمة لبنيتنا المجتمعية

مجتمع
الأثنين 25-6-2012
ملك خدام

لعل أهم ما كشف عنه الفيلم الوثائقي التوثيقي ، الذي عرض مؤخراً على التلفزيون العربي السوري عن جرائم التفجيرات الإرهابية في دمشق،

حاجتنا الملحة الآن وأكثر من أي وقت انقضى، إلى جرعات إضافية من اللقاحات الداعمة لبنيتنا المجتمعية بدءاً من الأسرة والمؤسسات التربوية والتعليمية، ومروراً بمؤسسات التوجيه والارشاد المعنوي وتكوين الوعي كالمؤسسات الإعلامية والدينية وتآزرها جميعاً في مواجهة أرباب الإرهاب في العالم، تحت مسمياتهم المضللة العديدة من قاعدة، وسلفيين ووهابيين ،وغيرهم ممن صدروا تيارات تكفيرية إلى المجتمع السوري تحت عناوين جهادية براقة ظاهرها «الفتنة» وباطنها «الضلال والتضليل» كجند الشام ، أو «النصرة» لأهلها، بمفارقة السلاح الممهور بالتوقيع الإسرائيلي أو الأميركي !!!‏

أو بالعصابات الإرهابية «المتعددة الجنسيات»الوافدة إلينا بثقافة «المجازر، والقتل نحراً تحت السكين الطائفي وتقطيع أوصال الإسلام بالإسلام..‏

التي تستهدف في بوصلتها بنية المجتمع السوري الصامد، وشعبه العروبي المقاوم المدافع عن قضية العرب الفلسطينية، وتشظيته بسفك المزيد من دماء أبنائه الأبرياء، خدمة لبني إسرائيل عدو الإسلام الأول والأبدي، الذين لطخوا أيديهم منذ بدء التاريخ بقتلهم- الأنبياء وانتهاكهم المحرمات والمقدسات، واتجارهم بالربا، ما جعلهم من كانزي «المال الحرام» يشترون به ذمم وضمائر كبار أقطاب العالم، وتسخيرهم لخدمة مآربهم العدوانية في التوسع والاحتلال.‏

ما يطرح أمامنا السؤال، ونحن نقف على أطلال- تداعيات الأزمة السورية الراهنة.‏

كيف نحصن المجتمع السوري مما وفد أو صدروا عبر الحدود إليه من تيارات إرهابية تكفيرية..‏

تستهدف أول ما تستهدف فيه (بنيته) المتآلة الوادعة الهادئة، القائمة على العيش المشترك الهانئ الجميل.‏

قبل استهدافها- عسكرياً- لمنظومته السياسية المقاومة الممانعة والصادة لمشاريع العدوان على الأرض والشعب في المنطقة.‏

قد يكون من السهل جداً إطلاق القول الآن، في إجابة تقليدية عن هذا السؤال المفصلي والمصيري،أن ذلك لن يكون إلا برفع مقدار وعيار جرعات اللقاحات المجتمعية الداعمة في الأسرة والمدرسة والمؤسسات الإرشادية القائمة على تأسيس وبناء الوعي..‏

ولكن كيف لنا أن نترجم هذا على جناح السرعة، إلى فعل حقيقي مؤثر وفعال على الأرض وفي الميدان وقبيل أن يستلب أرباب الفتنة والإرهاب المزيد من أبناء الجيل، ويشتغلون عليهم كما اشتغلوا على من سبقهم من إرهابيي التفجيرات الانتحارية في دمشق وغيرها من المحافظات السورية.‏

مستغلين في ذلك فيما استغلوا هشاشة صحة هؤلاء النفسية، وانقيادهم خلفهم ربما بتأثير من ظروفهم المعيشية كضحايا للتفكك الأسري والبطالة والفراغ بشقيه المعنوي والزمني..‏

أقول... هذا العمل أو المشروع الضخم إنسانياً يقع على عاتق الجميع ومن مسؤولية الكل شعبياً ورسمياً..‏

شعبياً من خلال محاولة إصلاح بعض من خربوا بالحوار المتوازن الهادف والنصح والإرشاد، ورسمياً باحتواء من لم تتلطخ أيديهم بعد بالدماء وإعادة تأهيلهم وتجنيدهم لخدمة المجتمع بدلاً من أن يكونوا أدوات هدم فيه .‏

وكذلك تطويق من تورط فعلاً بسفك الدماء الطاهرة الزكية وقتل الأبرياء، ومحاكمتهم على الملأ باسم الشعب العربي السوري، وفقاً للأنظمة والقوانين المرعية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية