تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


العزف على أوتار الأزمة مرفوض أخلاقياً ووطنياً

مجتمع
الأثنين 25-6-2012
غانم محمد

عندما يريد تاجر ما أن يبيع سلعة معينة بأغلى من ثمنها مدعيّاً أن الأزمة التي تمرّ بها البلاد هي السبب فإنما يكون بذلك قد أعلن انتقاله الصريح إلى الخندق المتآمر على الدولة من حيث يدري أو لا يدري..

وعندما يتأخّر موظف أو عامل عن عمله بحجة أن الدنيا «قايمة قاعدة » فإنه بذلك يحيّد نفسه ويقبل أن يكون لا شيء.‏

وعندما يتقاعس تلميذ في دروسه مدعياً أن تطورات الأحداث تفقده تركيزه وتبعده عن اجتهاده فإنما يخلي الساحة لمن يحاربه أو يعلن هزيمته أمامه.‏

جنح قسم منّا إلى ردّ كلّ شيء إلى الأحداث المستمرة في بلدنا فحضر التقصير هنا أو اللامبالاة هناك فأصبح كيس النايلون بعشر ليرات وأسطوانة الغاز تباع في السوق السوداء بأضعاف مضاعفة من سعرها إلى آخر القائمة البشعة في استغلال الأزمة.‏

بصراحة، بدأ الكثيرون بالتململ من استغلال الوضع الصعب الذي نعيش فيه لا من الوضع الصعب ذاته، بل على العكس فقد أكد لنا الكثيرون أنهم مستعدون لأكل التراب وشرب السراب ولا يرضخون للضغوطات الخارجية أو توهن عزيمتهم الصعاب، لكن أن يكون من يفترض به أن يكون جزءاً من الحلّ هو جزء من المشكلة فهذا ما لا يقبله السوريون الشرفاء.‏

عندما تزرع في حديقة منزلك بعض الخس والبقدونس، وفي «حاكورتك» بعض القمح أو الشعير فإنك تدافع عن بلدك، وعندما تكتفي بربطة خبز يومياً بدل أن تشتري اثنتين فتبيع إحداهما لمن يشتري الخبز اليابس فإنك كمن يفرض الحصار على بلدك، وعندما تفرض بشاعتك وتقبض ثمن تعبئة الغاز النقّال /500/ ليرة سورية – أي أكثر من سعر إسطوانة الغاز التي تكفي لتعبئة 4 غازات- فإنك تشبه من فجّر أنابيب النفط ومثل من أحرق محطات توليد الكهرباء أو اعتدى على المشافي العامة.‏

لا نعمم، ولكننا لا نستطيع تجاهل «تجّار الأزمة» الذين سيطر عليهم الجشع والطمع وتخلّوا عن أي دور وطني بإمكانهم القيام به فهل يعتقد هؤلاء أنهم ببعض الربح الآني سينعمون العمر كله؟‏

ألا ينظرون إلى الذين قدّموا فلذات أكبادهم وهم صابرون ومكابرون على وجعهم من أجل أن تبقى سورية قبلة الدنيا مهما حاول البعض تلطيخ سمعتها؟‏

سورية لنا جميعاً، وإخراجها من محنتها مسؤوليتنا جميعاً وأي جهد خيّر مهما اعتقد فاعله أنه بسيط وغير مؤثر سيساهم بتجاوز الأزمة وهذا هو المطلوب منّا أما العزف على وتر الأزمة وتبرير كلّ جشع وكل استغلال لوجود الأزمة فهذا يخلق أزمة جديدة عنوانها ظلم ذوي القربى فهل نقبل بذلك؟‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية