بطل الوثب العالي وبطلة سباق 400 م حواجز يضربان موعداً مع الحلم الذي يأتي كل أربع سنوات مرة.
من دمشق إلى لندن، المسافة طويلة، والمسيرة مضنية، لكن العمل يحقق الأمل اليوم وبعد غياب طويل ولفترة تجاوزت الخمس عشرة سنة، منذ شاركت غادة شعاع في أولمبياد اتلانتا بالولايات المتحدة الأميركية، وكانت أول مرة يصل فيها لاعب قوى سوري للأولمبياد تعود ألعاب القوى السورية لتدفع بلاعبين اثنين هذه المرة في إنجاز يسجل لألعاب القوى خصوصاً والرياضة السورية عموماً.
بالتفاني والمثابرة لبطلينا مجد وغفران، وبالرعاية المستمرة من اتحاد ألعاب القوى وبالدعم الكبير من القيادة الرياضية نال لاعبانا شرف المشاركة في الأولمبياد «الأقوى والأعلى والأسرع».
لم يكن أشد المتفائلين ليتوقع كان المأمول من مجد وحقق المراد ثم جاءت غفران في اللحظات الأخيرة، وقلبت التوقعات ووضعت اسمها إلى جانب القويات، فماذا عن أصحاب هذا الإنجاز؟ ما ظروفه؟ ومن وقف خلفه؟
هذه الأسئلة سنتوقف عندها في إضاءة لهذا الحدث الانجاز والبقية تأتي لاحقاً في حال اعتلى أحدهما سلم التتويج.
مجد وإصرار على الوصول
جاء تأهل بطلنا مجد بعد احرازه فضية الوثب العالي في البطولة الآسيوية التي جرت في اليابان شهر تموز 2011 برقم سوري جديد وقدره 2.28م.
كان مجد قبل البطولة الآسيوية قد دخل معسكراً تحضيرياً لمدة ثمانية أشهر تقريباً بإشراف مدرب جديد من تركمانستان وكانت فترة تحضيرية قوية وشارك أثناءها ببطولتين كي يتعرف المدرب على مستواه ويضيف له نهجاً جديداً لتمارينه كي يكون على استعداد للاستحقاق الآسيوي.
يقول مجد: إن هدفه من المشاركة في البطولة الآسيوية كان تجاوز رقمه السابق الذي حققه ضمن الدورة العسكرية العربية الأولى وقدره 2،24م وكان له ما أراد.
يذكر أن مجد كان قد حدث تحول حقيقي في مستواه بعد أن استقدم اتحاد ألعاب القوى مدرباً أجنبياً من بيلاروسيا عام 2008 لتبدأ معه مسيرة طويلة باتجاه التأهل إلى الأولمبياد.
غفران.. وتأهل اللحظة الأخيرة
جاء تأهل غفران إلى الأولمبياد بعد إحرازها فضيتين في سباق الجائزة الآسيوية الكبرى والذي أقيم في تايلاند على ثلاثة مراحل حيث أحرزت رقماً جيداً بسباق 400م حواجز وقدره 57،80ثا بالمرحلة الثانية في مدينة تشانبوري التايلاندية لتخاطب بعدها اللجنة الأولمبية السورية اللجنة الأولمبية الدولية لاعتماد غفران، وهكذا جاءت موافقة اللجنة الدولية معتبرة غفران متأهلة للأولمبياد.
كانت غفران قبل البطولة الآسيوية، تتدرب يومياً على فترتين بإشراف المدرب الوطني عماد سراج وكان أحسن رقم لها قبل البطولة هو 60 ثا، وسجلته في بطولة الجمهورية بمدينة اللاذقية.
تقول غفران: إن مشاركتها في الجائزة الكبرى كانت جيدة، وقد فاجأت اللاعبات الأخريات المشاركات معها في سباق 400م حواجز، بتقليصها زمن الوصول من 58.33ثا في المرحلة الأولى إلى 57.80ثا في المرحلة الثانية رغم الارهاق الحاصل بالانتقال من مدينة إلى أخرى ومن سباق إلى آخر بفترة زمنية صغيرة نسبياً.
يذكر أن غفران كانت قد توقفت عن اللعب لمدة تقارب الثلاث سنوات لتتزوج خلالها وتنجب أطفالاً ثم تعود منذ عام ونصف إلى ميادين القوى وتبدأ مشوار التأهل مع مدربها عماد سراج.
مدرب قليل الكلام
مدرب البطل مجد التركمانستاني فلاديمير بريغادين عندما توجهنا للحديث معه لم يقل الكثير وبرأيه أن الوقت المتبقي لانطلاقة الأولمبياد قليل وهو يريد التركيز على التدريب لا التحدث للإعلام إلا أنه أخيراً أجابنا بعبارات مقتضبة عن تساؤلاتنا، أن همه الأساس هو الوصول بمجد لنهائيات مسابقة الوثب العالي أي الوصول لارتفاع لا يقل عن 2.30م أما الحصول على ميدالية فهو بعلم الغيب.
مدرب واثق
المدرب عماد سراج مدرب البطلة غفران: مدرب واثق من نفسه وإمكاناته فهو وقف إلى جانب غفران عندما أرادت العودة لميادين القوى وعندما شكك الآخرون بقدرتها على العودة وأخذها على عاتقه أمام الجميع وساعدها في العودة لسكة الانتصارات.
أشار عماد إلى أهمية التحضير المناسب للاعبة قبل خوض المنافسات الأولمبية نظراً لقوة المنافسة فيها واعتبر أن غفران يمكنها تجاوز رقمها الذي حققته في الجائزة الآسيوية الكبرى في تايلاند وقدره 57.80ثا ولاسيما أن رقمها السابق هو 57.42ثا، لكنها بحاجة إلى المزيد من التدريب والمعسكرات الخارجية للوصول إلى الجاهزية المطلوبة.
نحن نعمل
رئيس اتحاد ألعاب القوى السيد محسن عباس أوضح من جهته أن من ضمن خطة الاتحاد استقطاب اللاعبين الموهوبين وإعدادهم في إطار مشروع اللاعب الأولمبي وعلى هذا الأساس تم استقطاب مجد الدين غزال مند عام 2005 وإعداده وتحضيره.
وصولاً إلى مرحلة تحطيم الأرقام التي تتالت وصولاً لمشاركته عام 2011 ببطولة آسيا التي جرت في اليابان حيث حقق رقماً وقدره 2،28م، أهله للمشاركة في أولمبياد لندن 2012، وهذا إنجاز حقيقي يسجل لكل من شارك في الوصول إليه.
وأضاف أن الاتحاد أعد خطة بالتنسيق مع المدرب للمشاركة في الأولمبياد تتضمن معسكراً داخلياً وآخر خارجياً والاتحاد جاهز تماماً لكل ما يطلبه المدرب لتحضير مجد.
والطموح والأمل أن يكون مجد ضمن الثمانية الأوائل وهذا ليس بمستحيل والأمور أخيراً قد تتوقف على ظروف اللاعب والضغط النفسي الذي يواجهه والثقة بمجد كبيرة ونتمنى له التوفيق.
أما بخصوص اللاعبة غفران فقد توقفت لفترة عن التدريب لزواجها، ومنذ عام ونصف طلبت العودة للعبة، وقد استقطبناها مرة ثانية وقمنا بإعدادها منذ أواخر 2010، لكن إعادة تحضيرها ليست سهلة وقد سعدنا بتوفقها بالمشاركة في الجائزة الكبرى وتأهلها للأولمبياد ونحن الآن نتابع مع مدربها تحضيرها للأولمبياد ونتمنى لها الوصول للأدوار النهائية.
أخيراً
مع بدء العد التنازلي لانطلاقة الأولمبياد المقررة في تموز المقبل في مدينة لندن فلاعبانا مجد وغفران يستمران في عملية التحضير في معسكر مغلق في مدينة تشرين حتى أواخر الشهر الحالي حيث من المفترض مشاركتهما في بطولة النخبة الآسيوية المقررة في كازاخستان على أن يعودا بعدها ويدخلا مجدداً في معسكر خارجي في بيلاروسيا باعتبار الطقس فيها مشابهاً للطقس في لندن وثم يتوجهان إلى لندن للمشاركة في الأولمبياد مع كل الأمل والمنى بالتوفيق لكلا اللاعبين.
مشوار غفران في سطور
- مواليد حلب 1989.
- سباقات 100م و 200م و 400م حواجز، نادي محافظة دمشق.
- ذهبية آسيا للشابات بالصين 2006.
- ذهبية 400 م حواجز بالبطولة العربية للشابات بمصر وذهبية 200م.
- المركز السابع في 400 متر حواجز في بطولة العالم للشابات 2006.
- تم تصنيفها على المستوى الدولي في سباق 400م حواجز الأولى على ناشئات العالم 2006.
- ذهبية آسيا للشابات جاكرتا 2008.
- ذهبيات 400م و 100م حواجز 4*400م تتابع ببطولة الأندية العربية للسيدات بالإمارات 2012.
-فضيتان بسباق 400م ثلاثي المراحل من سباق الجائزة الكبرى تايلاند 2012.
مشوار مجد في سطور
- مواليد دمشق عام 1987.
- لاعب الوثب العالي - نادي الجيش.
- حاصل على فضية دورة الألعاب المدرسية بالجزائر 2006.
- برونزية البطولة العربية للشباب بمصر 2006.
- برونزية البطولة العربية للرجال بالأردن 2007.
- فضية آسيا للصالات المغلقة بقطر 2008.
- فضية الألعاب الآسيوية للصالات فيتنام 2009.
- فضية دورة الألعاب العربية العسكرية حلب 2010.
- فضية الألعاب الآسيوية اليابان 2011.