ففي مطلع شهر حزيران نشر خبر جاء فيه :
«قدمت وكالة حكومية سرّية مسؤولة عن أقمار التجسس اثنين من تلسكوبات الاستخبارات بقوة وحجم مماثل لتلسكوب الفضاء «هابل»، لم يتم استخدامها من قبل وتخزن في روتشستر، نيويورك» .
واقتصر نشر الخبر على موقع واحد هو (إيلاف) ـ وما أدراك ما (إيلاف)؟ ونسب إلى أ. ف. ب بتاريخ 2012 Jun 06 .
وإذا أراد أحد المتابعين قراءة تفاصيل الخبر وتحليلات الخبراء فلن يستطيع متابعة الموضوع في أي موقع الكتروني باللغة العربية ، وحتى ذلك الأصل المنسوب إلى أ.ف.ب،وبما يشبه أن محرك البحث (غوغل) حجب تلك التفاصيل.
وقد عثرنا على تفاصيل الخبر في جريدة الديار اللبنانية الورقية،فقد جاء في العدد المؤرخ في 8 حزيران 2012 «رأى المحللون أن عملية نقل التكنولوجيا هذه خطوة غير عادية من الاستخبارات العسكرية إلى وكالة الفضاء المدنية .
ومن المرجح أنها تهدف إلى إعطاء دفعة قوية لبرنامج ناسا المضطرب،والذي يئن تحت وطأة الضغوط المتعلقة بميزانية تلسكوب جميس ويب الفضائي الذي لا يزال بحاجة إلى ما لا يقل عن ست سنوات لإطلاقه.
لكن صحيفة (واشنطن بوست) رأت أن ما يمكن أن يكون هدية قد يصبح عبئاً إذ إن ناسا غير متأكدة من أنها يمكن أن تضع ولو واحد من التلسكوبين الجديدين في المدار.
وعلى الرغم من أن التلسكوبين مجهزان بأحدث المواصفات إلا أنهما بحاجة إلى الكثير من التعديلات قبل إطلاقهما في الفضاء .
كما أن التلسكوبين غير مجهزين بالكاميرات ويحتاجان برنامجاً علمياً وموظفين وتحليل البيانات ومساحات مكتبية ،وسوف تبقى الهدية في المخازن إلى أن تدرس ناسا خياراتها.
وقال مدير وكالة ناسا الفيزيائية الفلكية بول هيرتز : إنه نبأ عظيم إنها أجهزة جديدة وبقدرات مثيرة للإعجاب لكن الإعلان عن حيازة الوكالة على التلسكوبين الاستخباريين أثار السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم تعد وكالة الاستخبارات تريد أو تحتاج التلسكوبات؟
لكن المتحدثة باسم وكالة الاستخبارات لوريتا ديسيو قالت:إن هذه التلسكوبات لم تعد تمتلك ذكاء لتنفيذ مهمة جمع المعلومات مؤكدة أن الأجهزة تمثل ترقية تكنولوجية لتلسكوب هابل.
وأضافت ديسيو: تمت إزالة بعض المكونات قبل نقل التلسكوبات،لكن لا أستطيع أن أفصح عن طبيعتها وتم رفع السرية عن التلسكوبات على الرغم من أنها لا تزال حساسة بما فيه الكفاية لأن وكالة الاستخبارات ووكالة ناسا رفضتا تصوير التلسكوبين.
ففي عرض تقديمي للعلماء في واشنطن أظهر آلان دريسلر وهو عالم فلك في معهد كارنيغي للعلوم صورة واحدة من التلسكوبات،لكنها كانت مشوشة وحجبت باللون الأسود لأسباب أمنية وطنية فانفجر الجمهور بالضحك.
واعتبرت واشنطن بوست ان هذا الإعلان المفاجئ كان بمثابة تذكير أن وكالة ناسا ليست المشروع الفضائي الوحيد في الحكومة.
ويعتقد المحللون أن الولايات المتحدة تنفق المزيد من الأموال على العميلات العسكرية والاستخبارات الفضائية،وبحجم أكبر مما تنفقه على جهود الفضاء المدنية.
وقالت مسؤولة في وكالة ناسا : هذان التلسكوبان بمثابة عيون في السماء إذ يملكان قوة خارقة وقدرة على رؤية أصغر الأشياء على سطح الأرض،ومن الفضاء الخارجي.
وأضافت : تستطيع أن ترى عشرة سنتيمترات على أعلى نصب في واشنطن .
من جهته قال ديفيد سبيرغل عالم الفيزياء الفلكية في جامعة برينستون والرئيس التنفيذي المشارك للجنة الأكاديميات الوطنية للعلوم في علم الفلك والتلسكوبات:
إن التلسكوبين يملكان ميزة تفتقدها التلسكوبات الفضائية المدنية وهي مرآة متحركة ثانوية التي تجعلنا نحصل على المزيد من الصور المركزة والدقيقة .
لكن الأزمة الحقيقية هي أن ناسا لا تملك في ميزانيتها الحالية التمويل اللازم لتطوير مهمة تلسكوب الفضاء باستخدام التلسكوبات الجدية وفقا لما قاله هيرتز مدير الفيزياء الفلكية.
وأضاف :
باستخدام ميزانيات معقولة للعام سيكون 2024 أقرب موعد لإطلاق واحد من التلسكوبين ،إلا إذا تلقت الوكالة التمويل الإضافي من الكونغرس ،مشيرا إلى أن أي تواريخ في وقت سابق مثل 2019 أو 2020 تبقى رهنا بالتمويل .
وبما أن حديث هيرتز كان يتمحور حول واحد من التلسكوبات ،يبدو أن الآخر سيبقى على الأرض أو في المخزن في المستقبل المنظور».