لعلّ الباصات كما هي، أو لعلّ شركة النقل الداخلي دعمت الخطوط، هذا ممكن، غير أن الوعد بذلك كان قبل افتتاح هذا العام الدراسي في الجامعة، وكان من الطبيعي أنّ اتجاه الطلاب إلى جامعتهم كثّفَ من الازدحام بشكل كبير، وهذا الازدحام كانَ كفيلاً بالتهام ذلك الدعم كله.. وأكثر، ليبقى الوضع حالياً - وباختصار - لايطاق، فالطلاب والناس معهم الذين يتنقلون على خطوط الجامعة، ولاسيما الخط رقم ( 4 ) الذي أشرنا إليه في المرة الماضية منوّهين بأنه يعتبر من أكثر الخطوط تخديماً في مدينة اللاذقية، باعتباره يجتاز العديد من الأحياء عبر شارع الجمهورية المكتظ بالسكان، هؤلاء صار مشهدهم الغفير - مقابل الجامعة خاصةً - غير معقول، والباصات لا تصل إلى هناك إلا مليئة، فبالكاد يستطيع بعض المغامرين التعلّقَ بالباب الخارجي ..! والوضع ليس أفضل في بداية الخط، أي في أول شارع الجمهورية المنطلق من حي الرمل الشمالي، حيث لا ينتظر الركاب وصول الباص إلى موقف البداية، بل يحاولون استباق وصوله من الجهة المقابلة قبل الوصول ليحظوا بموطئ قدم، ولكن عبثاً، حيث يصل إلى هناك مليئاً أيضاً..!
الأنكى من ذلك كله أنَّ العديد من باصات النقل الداخلي الفارغة من الركاب تمرّ أحياناً وقد أغلق السائق أبواب الباص .. ولا يتوقف لأحد، وكأنَّ شيئاً لم يكن، وكم عبّر لنا العديد من الناس والطلاب عن امتعاضهم الشديد من مثل هذه التصرفات من سائقي الباصات الفارغة، التي بإمكانها نقل من يريد من الركاب إلى أية وجهة يُعلنون عنها فيما لو لم يكن هذا الباص أو ذاك على الخط ذاته، فيساهمون بذلك بالتخفيف من الازدحام، بدلاً من متابعة السير وهو فارغ من الركاب، ولو ساهموا بنقل المواطنين والطلاب لكان أفضل لشركة النقل الداخلي ذاتها، فقد يُرسملُ الباص مردوداً إضافياً جيداً.
ما العمل أمام هذه المشكلة اليومية المتفاقمة التي يُقاسي منها المواطنون والطلبة في الجامعة والعديد من المدارس والمعاهد المتواجدة إلى جوار الجامعة أيضاً ..؟!
سنعود مرة أخرى إلى إدارة الشركة العامة للنقل الداخلي بحثاً عن حل ممكن، أو عن باصٍ هاربٍ هنا أو هناك لينتظم على خط الجامعة .
المشكلة أن المدير العام لشركة النقل الداخلي في اللاذقية حديثه مُشبع بالذوق الرفيع وصدره رحب لتلقي الملاحظات وشكاوى الناس، وقد اعتدنا على ذلك من المرة الماضية، ولكنها - لا تحلّ أزمة النقل، فلا بدّ من أن تترافق مع إجراءاتٍ على الأرض، على كل حال وضعناه بصورة الموقف، ولفتنا انتباهه بأنّه خجّلنا أمام الناس منذ شهرين ونصف عندما وعدناهم بأن الأزمة محلولة خلال أيام قصيرة، غير أن الوضع صار أسوأ بكثير، وقد بدا المهندس حورية مستغرباً وقال: صحيح هناك ركاب كثيرون، فطلاب الجامعة اليوم ارتفع من (80) ألف طالب العام الماضي إلى (150) ألف طالب هذا العام، ولكن هناك باصات كثيرة، قد يحصل بعض الاختناقات في أوقات الذروة ولكن بشكل عام الوضع جيد، معاوني الآن على موقف سبيرو بالقرب من الجامعة يراقب الوضع ميدانياً، سأتّصل معه من أجل رصد الأمر جيداً تمهيداً لحلّه، ورغم أن 70% من الباصات على خطوط الجامعة فإننا لن ندّخر جهداً في إيجاد حلول إضافية، ومبدئياً سوف أوجّه بنقل بعض الباصات من خطوط منخفضة الازدحام إلى خطوط الجامعة، وقال: الناس معها حق بالانزعاج من الباصات الفارغة التي تمر من أمام جمهرة الازدحام ولا تدع الركاب يصعدون إليها، وعلى الرغم من أن هؤلاء غالباً يكونون في مهمة معينة، أو ذاهبون إلى الإصلاح، أو إلى مباشرة عملهم على خط آخر، ومع هذا عليهم أن يتوقفوا ويُعلنوا عن وجهتهم، ويساهمون - يقول حورية - بالتخفيف من الازدحام، وهذا ما سوف يحصل ويتم التشديد عليه، وقال المدير العام للنقل الداخلي : سأقوم بمراقبة خطوط الجامعة لأعرف ماذا يمكننا أن نفعل .
بعد مضي أكثر من أسبوع على الحديث، مع الأسف لم يكن الأمر - حتى الآن على الأقل - أكثر من وعودٍ، فالازدحام على خطوط الجامعة مستمر حتى الآن وبكفاءة عالية ..!