كتب كارلو غولدوني مسرحية (صاحبة النزل) عام 1752, وتتمركز القصة الدرامية فيها حول شخصية «ميراندولينا» المرأة الشابة الفاتنة الماكرة التي تدير بمساعدة خادمها فابريتسيو نَزلاً ورثته عن أبيها في مدينة فلورنسا الإيطالية حيث يحيط بها النزلاء ويتغزلون بها, وتنتهي أحداث المسرحية بنصيحة تقدمها ميراندولينا للجميع ألا يقع أحدهم في حبائل النساء وفتنتهن.
تعتبر مسرحية (صاحبة النزل) علماً من أعلام غولدني التي رفعها في حملته على مواقع (كوميديا الفن) البالية..فهو استعاض هنا بوجوده إنسانية بشرية أي وجوه الممثلين عن تلك الأقنعة التي كانوا يرتدونها على خشبة المسرح ليمثلوا مختلف الشخصيات..كما أن سير المسرحية الذي كان يعهد به في كوميديا الفن إلى ارتجال الممثلين أصبح الآن يمشي وفق مخطوطة يكتبها المؤلف, أي غولدوني.. شاعر المسرح.. ولعله ذا دلالة أن الشخصيتين الكوميديتين اللتين تظهران في المسرحية تمثلان أدواراً فاشلة, بينما تبدو شخصية ميراندولينا شخصية بشرية واقعية محبوكة وناجحة وقادرة على تسيير كل أحداث المسرحية.
وقال الكاتب في رسالته إلى القارئ ان هذه المسرحية هي من أكثر المسرحيات التي كتبتها أخلاقية, ونفعاً وفائدة.. إنها تبدو متناقضة في نظر من يتوقف عند شخصية صاحبة النزل فيقول إني لم أرسم شخصية أشد إغراءً وخطورة من هذه, لكن من ينظر في شخصية الفارس وحركاته فيسجد مثالاً حياً على التنطع المسموم وكيف يفر المرء من الأخطار كي لايخضع للهزيمة.