تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


اللص أردوغان

معاً على الطريق
الثلاثاء 29-10-2019
د. عبد الحميد دشتي

الوصف الذي أطلقه القائد الرئيس بشار الأسد على أردوغان بأنه سارق القمح والنفط، والآن يسرق الأرض في إدلب يختصر الموقف السوري من الاتفاقية التي أبرمت بين بوتين واللص في سوتشي

والتي لم تقر بوجود المنطقة الآمنة كما يراها الطرفان التي كان من المفترض أن يقيم عليها بعض الحالمين، كما كانوا يأملون بدعم أميركي خذلهم كما هو المعتاد في اللحظة الأخيرة وتركهم عرضة لمواجهة حرب إبادية من الأتراك، ما اضطرهم أو بعضهم إلى اللجوء إلى القيادة السورية بعد انسحابهم من المناطق الاستراتيجية المهمة التي ملأها الجيش العربي السوري فوراً، ليمنع الترك من حلم اقتطاع ما يسمى بالمنطقة الآمنة بحدود معروفة لتسكين السوريين الفارين إلى تركيا ليريح ذلك أردوغان المأزوم اقتصادياً، وسياسياً في بلده، كما يريح نسبياً بقية الدول الأوروبية التي ضاقت بالنازحين ولم تعد تحتمل بقاءهم فيها.‏

إن اتفاق سوتشي الذي تم بعد يوم واحد من لقاء أردوغان مع نائب الرئيس الأميركي بنس، علماً أنه قبل ساعة من هذا اللقاء كان يؤكد أنه لن يتحدث مع أميركا مهما كانت المستجدات، وأنتج هذا اللقاء اتفاقيات عديدة ليست إلا حبراً على الورق لكنها محاولة لإعادة اللص إلى الحضن الأميركي البارد وغير المؤتمن. إن أميركا تبرهن كل يوم أنها تأكل أبناءها عندما تنتهي من استخدامهم لإشباع نهمها كما فعلت مؤخراً مع صنيعتها (أبو بكر البغدادي) في مسرحية هزلية مكشوفة كما فعلت سابقاً مع بن لادن في توقيت مريب بهدف العودة إلى الواجهة، بعد فقد كل الأوراق.‏

لهذا سارع بوتين الحليف إلى عقد سوتشي لمنع هذه العودة أولاً، ولردع أردوغان من الاستفراد بالأرض السورية، إذ كان مسبوقاً - أي سوتشي - بتصريحات روسية جادة بأن الأرض، كل الأرض لسورية وأن أي وجود لأي دولة، وهنا يحدد أميركا وتركيا دون موافقة القيادة السورية هو احتلال بكل ما للكلمة من معنى، أي أن من حق سورية أن تدافع عن وحدة أراضيها وتطرد أي محتل منها استكمالاً للتحرير الكامل الذي سيتحقق بعد معركة إدلب، التي أطلق منها الرئيس الأسد مواقفه الأخيرة الحاسمة وتوصيفه لأردوغان خلال زيارة تؤشر إلى أن جهوزية الجيش العربي السوري أصبحت كاملة لهذا الإنجاز النهائي.‏

إن اتفاق سوتشي بين بوتين ولص القمح والنفط والمصانع قد يبدو في ظاهره أنه جاء لمصلحة أردوغان خصوصاً أن بوتين حرص على قضية التبادل التجاري بين البلدين بالروبل والليرة التركية، بينما أكد اللص على منظومة صواريخ S400. لكنها في حقيقة الأمر لجم للاندفاعة التركية وإعادة لأردوغان إلى الحضن الروسي، وما كان هذا ليتم دون التنسيق المسبق والمدروس مع الحلفاء سورية وإيران المتمركزتين في كل الميادين لمنع العملية الإبادية للأكراد وبقية المكونات في منطقة الجزيرة، وهو ما حذر الكرملين البعض هناك من التعنت، فتركيا تهدف إلى تغيير ديمغرافي بزج من تريدهم فيها من بقايا الإرهابيين وخصوصاً داعش وأخواتها.‏

يمكن معرفة نتائج سوتشي من التجهم الذي كان بادياً على بوتين وأردوغان في المؤتمر الصحافي الذى تلا الاجتماع، فبوتين يدرك أن هذا الاتفاق ليس في مصلحة اللص، والأخير يدرك أن الحبل ليس متروكاً على الغارب وخصوصاً أن الحرب كما أكد المسؤولون السوريون تعيش ربع الساعة الأخير من المؤامرة الكونية على سورية، وكما أكد الرئيس الأسد القائد التاريخي باعتراف الغرب ومعظم المسؤولين والمراقبين أن المعركة الفاصلة والنهائية هي في إدلب.‏

وإن غداً لناظره قريب...‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية