نحو تجسيد الأهداف المتوخاة، ولا يمكن اعتبار سيرورة المسابقات والبطولات المحلية بذاتها خطة مرسومة وحدها، بمنأى عن الهدف الفني الأكبر الذي يتمحور حول الارتقاء بالمستوى ويدور في فلك النهوض واللحاق بالركب.
ثمة مشكلات وإشكاليات وربما معضلات أيضاً تقف سداً منيعاً في وجه التطلعات، وتحول دون تحقيق المبتغى ببعديه القريب والبعيد، وينصب الاهتمام على تذليلها ضمن دائرة ليست بالاتساع الكافي للنجاح، لذلك لا نلمس أثراً للتطور، بقدر ما نقرأ صفحات عن التراجع والانحسار، فالمشكلات البنيوية تبدو عصية على المحاولات الخجولة، وأعمال الترميم والإصلاح ليست مجدية لأنها لا تخرج من ثوب الترقيع ورأب التصدعات.
قد تكون الصعوبات التي تعاني منها الأندية واتحادات الألعاب واللجان الفنية والتنفيذية والمكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي متشعبة ومتفاوتة في العمق، لكنها قاسم مشترك لجميع حلقات السلسلة الرياضية، ولا بد من الاعتراف أن ضعف القدرة المالية وشح الإمكانات وندرة مصادر التمويل وعدم جدوى الاستثمارات القائمة وضيق ذات اليد، أفرزت مشكلات إدارية جمة وأنتجت إشكاليات فنية شتى، فأصبحت المعاناة ثلاثية الأبعاد أو مثلثاً أضلاعه مختلفة الأطوال، ولا بد أن تكون المعالجة شاملة لا تستثني أحداً أو شيئاً يفرض نفسه بقوة على أنه جزء من الحل فيما هو جزء من المشكلة.