وهذا من صفاته أنه شديد البرودة وقد يأتي يوميا أي لا يتقيد باسم فصل وهو كأس يشربه الجميع لكن من أشد ضحاياه هذا الشاب الذي عاد من رحلة في رأسه سببت له الصداع وجعلته أسير ذلك الفصل الملعون ببرودته التي لا تساعد على الالتئام.
حاول أن يسيطر على تلك المواقف المحرجة لكنه لم يجد الأجوبة المفصلة لأمثال تلك المواقف وكذلك ضاعت منه الجمل المثقفة بكل قدراتها القامعة لأي جدل بحث عن عقله لكن عقله راح يدور حول محور ذاتي غدا الانفلات منه نحو الغير أبعد من المحال.
وأخيراً.. أخذت أعصابه إجازتها غير المتفق عليها ليبقى الوجه حائرا لا يعرف رداً على الهجوم غير المتوقع من الأشخاص أمامه.. وإذ بالعقد تقطر رويداً رويداً في رئته واعترف لنفسه وبدون خجل أنها عقد نفسية وليست عضوية وبما أنه شخص حساس للغاية منع رئته من أي زفير يعكر صفو هؤلاء الأشخاص حتى ولو كان الهدف تحقيق توازنه بالذات.
عاد إلى منزله يحمل تلك الأشياء ألقاها بجانبه على الفراش وبدأ جرحه ينزف أفكارا مقابلة لكل ما مر معه.
الفرح يقابله الحزن!! لا مبرر لحزنك إذاً.
الحياة توازي الموت وأجلك لم يحن بعد
تذكر بعضاً من تلك المواقف المحرجة ذات الفصل الواحد
اشتعل الخجل في وجهه حمرة دامية
أنت لن تدع أحدا يجمد الدم في عروقك
وفي النهاية ستعتاد أمثال تلك المواقف وستكتسب المناعة المطلوبة، لجأ إلى قناعاته طفلا يعود إلى صدر أمه فلطالما اقتنع بأن الحياة مدرسة والدرس لا يكون مسليا بالطبع لكنه اليوم كان قاسياً جداً ومع ذلك لابد أن أكتسب تلك المناعة التي تختبىء في زاوية من زوايا الحياة ترفض كل من يحاول إغواءها وترضخ لعاشقها فقط.
بعثر جراحه فوق أوراقه فقد اقتنع بأنه لا يحق لأحد أن يمتص حزنه إلا هي..
لن أتوقف عن الكتابة..
سأكتب عن جرح ينزف
وقد أكتب عن جرح يلتئم
وربما أكتب عن جرح يزهر حتى في الشتاء
ويتحدى كل الثلوج.