الذي تنظمه وزارة الثقافة المصرية آذار المقبل وذلك عبر رسالة أرسلها إلى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة في القاهرة، حيث برَّر غيابه عن الملتقى لأجل اعتبارات «لا تحتاج إلى كثير من الشرح».
أوجز الشاعر بعض الأسباب الصارخة في رسالته قائلاً: لا أستطيع - في هذا الوقت تحديداً - زيارة بلد يتبجَّح “عاموس جلعاد” منذ أيام بالقول عنه: “إنَّ بإمكان إسرائيل الوثوق بأنَّ مصر تعمل لمصالحها”، لأنني- حيثما وقفت سينتابني شعور يصعب التخلص منه بأنَّ علم إسرائيل يرفرف فوق رأسي، وأنني- حيثما خطوت- أخطو فوق الآثار التي تركها خلفه رسول السفاحين “عاموس جلعاد” قبل ساعات أو دقائق.
وأكِّد أبو عفش: “كانت مصر وتبقى بيت ثقافتنا الكبير وبيت تاريخنا الأرسخ.. مصر سيد درويش وطه حسين ونجيب محفوظ وأحمد عبد المعطي حجازي ونجيب سرور وأمل دنقل، وصولاً إلى جابر عصفور والأبنودي وخيري شلبي والغيطاني وحلمي سالم”.
مضيفاً: “الآن، والموت على مبعدة أمتار لا تتجاوز عرض معبر حدودي، ما عدنا نعرف إلى ماذا نحج، ربما نحج لمواصلة الصمت، أو لمواصلة ادِّعاء العمى، أو لمواصلة ابتلاع الغصة والاكتفاء بالقول: جئنا إلى “قلعة ضمائرنا” الأولى”.
ويؤكد أبو عفش في نهاية خطابه، أنَّ مصر ستبقى في الضمير والقلب، وسيبقى مثقفو مصر وشعراؤها ومفكِّروها، في الضمير والقلب.. أما عن الآن في هذه الساعات الموجعة، ساعات الألم العظيم فسيكتفي نزيه أبو عفش باستعادة ما لم ينسَه من “مرثية العمر الجميل” وسيمنع نفسه من البكاء.
وفي سياق متصل ينظم شعراء مصريون مستقلون في مارس المقبل بالتزامن مع “ملتقى القاهرة الثاني للشعر العربي” أول ملتقى لقصيدة النثر العربية بحضور شعراء من العالم العربي.
وقال الشاعر المصري محمود قرني إن فكرة الملتقى ألحت على منظميه من الشعراء بسبب “إقصاء الشعر والتراجع الواضح لحضوره” في كافة أجهزة الإعلام الرسمية إضافة إلى اتهام الشعر الجديد بالعداء للغة وتدمير التراث وعدم الاكتراث بالتاريخ العربي.
ويفتتح الملتقى في 15 آذار المقبل بنقابة الصحفيين المصريين بالقاهرة ويستمر ثلاثة أيام ضمن نشاط اللجنة الثقافية بالنقابة.
ويعقد المجلس الأعلى للثقافة في التوقيت نفسه ملتقى القاهرة الثاني للشعر العربي الذي تبلغ جائزته مائة ألف جنيه مصري، وفاز بجائزة الملتقى الأول عام 2007 الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش.
وحسب بيان أصدره منظمو الملتقى البديل بمناسبة الإعداد لدورته الأولى فان المؤسسة الثقافية الرسمية المصرية تقصي “الشعراء الجدد عن محافلها ومؤتمراتها وجوائزها وتترك الساحة للتيارات المحافظة التي تناصب التيارات الجديدة عداء لا ينقطع”.
ويأمل منظمو الملتقى والمشاركون فيه أن يكون تكريساً لإنجاز شعراء جيل ثمانينيات القرن الماضي وما بعده في مصر والعالم العربي ويسلط الأضواء على الإنجازات الجمالية التي أضافها شعراء مصريون وعرب خلال الثلاثين عاما الأخيرة. وقال البيان إنها “تجارب متفردة امتلكت صوتها الخاص ومن المهم وضعها في إطارها الطبيعي”. ويتضمن الملتقى أمسيات شعرية وندوات بحثية بمشاركة شعراء وباحثين عرب.