تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مسرحية الشر الأميركي في الشمال لم تنته.. ومنبج فصلها القادم...خطوات الجيش تتسارع إلى سراقب.. وإدلب فـي عين التحرير

الثورة - رصد وتحليل
أخبار
الأثنين 5-2-2018
يواصل الجيش العربي السوري تعبيد طرقه بالانتصارات لإنهاء الوجود الإرهابي في كل شبر من الأراضي السورية ودفن كل مشاريع واشنطن وأدواتها، فما العدوان التركي الذي يستمر بالقتل والتدمير

تحت حجج أمن مزعوم والذي قرر أردوغان تمديده الى منبج، سوى استكمال للمشروع الاميركي الآيل للسقوط في سورية مع الانهيار الكبير للتنظيمات الارهابية التي تدعمها، من هنا تسعى واشنطن بين الفينة والاخرى الى صب الزيت على نار الارهاب ودحرجته من مكان الى آخر علها تحقق بعضاً من أوهامها، فمع كل تقدم يحققه الجيش السوري وحلفاؤه تخرج راعية الارهاب والخراب الى التعطيل السياسي بأساليبها، ليكون نفيها الأخير عن عدم دعم «جبهة النصرة» الارهابية التي استهدفت طائرة روسية في ريف ادلب الا دليل مثبت بالوقائع عن دعمها العسكري النوعي لهم.‏

يحقق الجيش السوري تقدماً سريعاً على أكثر من محور جعل الأميركي ومشاريعه في مهب الريح، وعليه حاولت واشنطن زيادة جرعة الدعم لأدواتها المنهارة في ريف ادلب وسلمتهم عتاداً متطوراً استهدفوا به حلفاء سورية عبر إسقاط طائرة روسية، فمع اقتراب نهاية المشروع الارهابي على الاراضي السورية استعرت نار الارهاب تخوفاً من تلاشي أحلامها وما يثبت ذلك التأكيد الروسي على حصول «جبهة النصرة» الارهابية على صواريخ محمولة مضادة للطائرات بمساعدة واشنطن، وهو الامر الذي لن يمر من دون حساب، حيث حذرت روسيا أميركا على لسان النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي فرانز كلينتسيفيتش بالقول: إن ذلك سيكلفهم غالياً، بحيث لن تبقى مثل هذه التصرفات من دون عقاب، وهو ما يستلزم ضربة مضادة، وفقاً للنائب الروسي.‏

استهداف التنظيمات الارهابية بدعم اميركي لحلفاء سورية مع اقتراب الجيش السوري من تحقيق انتصاره الكبير بدحر كل اشكال الارهاب لم يكن عن عبث بل يكمن وراءها اهداف استراتيجية تسعى وتخطط واشنطن الى الكسب منها رغم فشل مشروعها واقترابه من السقوط في شر أعماله، ليكون نفيها الذي جاء على لسان المتحدث باسم وزارة الحرب الأميركية «البنتاغون» إريك باهون بأنهم لم يزودوا أيا من هذه التنظيمات بأسلحة أرض جو، أكبر دليل على تعاملها وعلمها بكل خطوة يقوم بها هؤلاء الارهابيون، وما يؤكد هذه النظرية ما تحدث عنه بعض الخبراء والمحللين السياسين حول استماتة اميركا في تسليح التنظيمات الارهابية المتبقية ومن بينها « جبهة النصرة» بأسلحة متطورة كي تقف في وجه حلفاء سورية وتمنعهم من مساندتها على استكمال نصرها الذي يقوده الجيش السوري، فمن يتابع العمليات التي تنفذها هذه التنظيمات عن كثب يدرك حصولها على دعم كبير ومتطور لم تكن تستطيع الحصول عليه لولا الدعم الاميركي وخاصة أن واشنطن هي من أنشأت تلك التنظيمات وصنعتها، وبالتالي فالخسائر الكبيرة التي منيت بها هذه التنظيمات جعل واشنطن تفقد السيطرة عليها، ليبقى التمويل القوي قادراً على إعادة الأمور لنصابها طوال الوقت، بحسب الخبراء.‏

لم تقف واشنطن عند استمرار تمويلها للتنظيمات الارهابية والتي انهار معظمها فهي ترفض الاعتراف بفشل مشروعها في سورية، وان كانت تصب نارها هنا وهناك، لتستمر باللعب حتى آخر رمق بدعمهم وعلى الطرف الآخر تعود لاعتداءاتها وتحركاتها العدوانية واستهدافها المدنيين في ما تبقى من مناطق تستطيع استغلالها بحجة «داعش»، وعليه وجهت نيران عدوانها وقامت طائرات تحالفها باستهداف أكثر من 35 مدنياً وجرح العشرات في قرية البحرة شمال غرب البوكمال.‏

بالمقابل طرف الخراب الآخر اردوغان وأدواته الذي استمر بعدوانه وتدميره على عفرين التي يواصل استهدافها بكل حقد وتدمير، حيث أنعش أطماعه التي زعم انها ليست موجودة بتأكيده للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أن «غصنه اليابس» هو فقط لحماية نفسه وحدوده المزعومة، وأيقظها في منبج متذرعاً بلبوس الاميركي لثوب «الأكراد» وهو ما يخشى حدوثه لذا استبق الأحداث وهدد باستهداف منبج، ليصرح المتحدث باسم النظام التركي بكر بوزداغ أن الجنود الأميركيين إذا ارتدوا زي المقاتلين الأكراد قد يصبحون هدفا للجيش التركي، كونهم أثبتوا أن واشنطن تستمر بدعم الاكراد وخاصة الذين يستهدفون الدبابات التركية، فيما اعتبرت صحيفة «يني آكيت» أن «لا حدود لغدر الحليف المفترض، وقصدهم الولايات المتحدة، بعد أن كان اردوغان قد خفض من لهجة عدوانه في سياق سوتشي، عندها كان قد زعم نيته إيقاف عملياته عند حدود عفرين، بيد ان خسارته الكبيرة لجنوده الذين ارتفع عددهم حسب مصادرهم الى 14 جندياً وعدم قدرته على تحقيق أي شي خطط له في عفرين، فتح عين أطماعه على منبج علها تستر بعضاً من فشله وتحفظ ماء وجهه الأسود أمام كل من زعم مساندته في احتلاله.‏

يستمر الغزو التركي بدحرجة دماره على أكثر من نقطة في عفرين لتزداد حصيلة الدمار والشهداء طرداً مع تعنته ومزاعمه الواهية بدعم الارهاب، والذي قرر رص صفوفه والوقوف الى جانب أردوغان، والدليل على ذلك ما يقوم به تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي الذي يعيد ترتيب الفصائل المنضوية تحته في إدلب، بهدف الالتحاق ومساندة العدوان التركي، حيث أعلن 11 تنظيماً ارهابياً والفصائل المشاركة في غرفة العمليات الجديدة هي «أحرار الشام، وما يسمى « جيش الأحرار، وجيش إدلب الحر، وجيش النصر، وفيلق الشام، ونور الدين زنكي، وجيش العزة، وجيش النخبة، والجيش الثاني، ولواء الأربعين، والفرقة الأولى مشاة»، التجمع في تنظيم واحد، فيما دخلت أرتال من فصيلين تابعين لما يسمى «الجيش الحر» هما «حركة نور الدين الزنكي وفيلق الشام» إلى تركيا، فيما كانت مصادر تابعة لهذه التنظيمات قد تحدثت عن وجود أكثر من 20 ألف إرهابي الى جانب العدو التركي.‏

محاولات التركي اليائسة لإحراز بعض المكتسبات عن طريق العدوان كانت في احد أسبابها الوقوف في وجه تقدم الجيش السوري المتسارعة الخطوات في ادلب وريفها، خاصة مع اقترابه من تحرير سراقب التي ستكون بوابة الدخول الى ادلب، و تضييق الخناق على الإرهابيين الذين تدعمهم تركيا، وفي آخر عمليات الجيش السوري استطاع تحرير قرية معصران بعد تكبيد تنظيم «جبهة النصرة» خسائر بالأفراد والعتاد، كما دمر رتل آليات عسكرية تابعاً لـ «جبهة النصرة» مؤلفاً من دبابات وسيارات مزودة برشاشات مختلفة شرقي بلدة سراقب الاستراتيجية على طريق حلب-إدلب، كما استعادة السيطرة على مساحات جديدة بريف حماة الشمالي الشرقي بعد تكبيد تنظيم «داعش» الإرهابي خسائر كبيرة بالعتاد والأفراد، أحكم خلالها السيطرة على قريتي عبيان وأبو القصور وتلال طليحان.‏

التقدم الكبير للجيش العربي السوري الذي أذهل العالم بقدرته على إحراز هذه الانتصارات في ظل المراهنات الكبيرة على سقوطه وانهياره منذ بدء الأزمة على سورية، فهو يقاتل على أكثر من 100 جبهة في نفس الوقت وهو مادفع العدو قبل الصديق الى الاعتراف بقدرته الفائقة على الصمود وتحقيق النصر رغم كل الصعوبات والعرقلات والتنظيمات الارهابية التي حاولت الوقوف في وجهه، وهو ما تحدثت عنه أيضاً كبرى الصحف الاجنبية حيث ذكرت الصحيفة الأميركية واشنطن بوست نقلاً عن جنرال أميركي كبير في البنتاغون أن الجيش السوري غير واجهة الاحداث العالمية بتغييره معادلة الردع الى التصدي فامتلك بذلك زمام الحسم في المعارك وعلى الارض، وما يشكل قلقاً كبيراً لواشنطن التي وجدت أنه من المفروض عليها أن تفكر جدياً بهذه القوة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية