تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


رسائل سوتشي المهمة

أخبار
الأثنين 5-2-2018
عبد الحميد غانم

تتنازع محادثات سوتشي ذهنيتان الأولى اتجهت منذ بداية الأحداث إلى حل سياسي يقره أصحاب العلاقة بأنفسهم وفق الحوار الوطني السوري السوري ولا بأس من مساعدة الآخرين من الدول الإقليمية والأجنبية،

وقد مثلتها سورية الدولة والشعب والجيش والقائد بالتعاون مع روسيا وإيران والدول الصديقة الأخرى وقوى المقاومة والصمود في الوطن العربي. وفي مقابل ذهنية أخرى حملت على عاتقها مخططاً تقسيمياً عدوانياً ضد سورية الدولة والشعب، وعملت مع أعدائها في إطار المشروع الأميركي الصهيوني المعادي للمنطقة، فأنتهجت سلوكاً ملتوياً أساسه القتل والتدمير، ولم تعر اهتماماً للحوار، وإنما دعت لتدخل القوى المعادية الغربية وكيان العدو الصهيوني بشؤون سورية الداخلية، وقد مثل تلك الذهنية منظمات الإرهاب التي استعانت بنحو مئة نظام من المنطقة والعالم لتحقيق أطماعها العدوانية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبعض الأنظمة الغربية الأوروبية. وعلى الرغم من محاولات الدولة السورية وروسيا وإيران من توجيه مسار الحوار إلى سكته الصحيحة والحقيقية، كان الطرف الآخر يعرقل ويهادن ويضع العصي أمام عجلات عملية الحوار والسلام الوطني السوري.‏

وبعد ما وصلت إليه الأمور في الميدان السوري، وتبلور مشهد يؤكد في عمقه وأبعاده لمصلحة الدولة السورية، لجأت قوى العدوان على سورية إلى استراتيجية التعطيل ومنع سورية وحلفائها من استثمار المنجزات المتحققة وصرفها على طاولة المفاوضات بحثاً عن مخرج سياسي من الوضع الذي أنتجه العدوان الأجنبي عليها. وفي خضم ذلك الذي تنازعت فيه هاتان الذهنيتان أي الإرادتان، إرادة الحل وإرادة التآمر والتسويف لمنع الحل، انعقد مؤتمر سوتشي برعاية وتنظيم ودفع روسي من أجل إرساء صيغة الحوار الوطني السوري- السوري وتأكيد مقولة إن الحل ينبغي أن يكون ثمرة اتفاق السوريين فيما بينهم من دون إملاء أو اضغط او مصادرة قرار وهيمنة، الأمر الذي لم يرق لفريق العدوان الذي يرى أن نجاح روسيا في سوتشي ونجاح السوريين في حوارهم يعني نهاية أكيدة لمرحلة سبع سنوات من العدوان استهلكت فيها الخطط والاستراتيجيات والأموال والجهود، وانتهت بخروج المعتدي خالي الوفاض. وقد حمل مؤتمر الحوار الوطني السوري السوري الذي انعقد برعاية روسية في مدينة سوتشي السياحية الروسية وبحضور كثيف من أطياف الشعب السوري العديد من الرسائل المهمة:‏

ـ اتجه منظمو المؤتمر إلى وضع صيغة مؤسساتية لعمل المؤتمر تمكن من المتابعة وتوثيق المخرجات، تهدف إلى اعتماد صيغة التطوير والانطلاق من الواقع القائم خلافاً لما يريده المتآمرون للوصول إلى الحل السياسي انطلاقاً من المؤسسات القائمة الواجب المحافظة عليها وتطويرها، ما يفرض على السوريين المشاركين في سوتشي تحمل مسؤوليات وطنية كبرى والظهور أمام العالم بأنهم الوجه الآخر للدفاع عن سورية ومستقبلها، وأنهم يكملون، ويستثمرون انتصارات وإنجازات الجيش العربي السوري وحلفائه في الميدان.‏

- إن حجم المشاركة الكثيفة والنوعية في المؤتمر واتجاهاتهم المتنوعة يؤكد رغبة الجميع بالانطلاق من قاعدة رئيسة في أي حل وتتمثل بوحدة سورية وسيادتها وقرارها المستقل، وبالتالي إن مجرد التقاء هذا الحجم من القوى السورية على هذا المبدأ وحوارهم تحت سقفه يعتبر نجاحاً لخيار التمسك بوحدة الوطن ورفض مشروعات تقسيمه.‏

- فشل مخطط الولايات المتحدة الأميركية وحليفتها الصهيونية ومشروعها التقسيمي في سورية، بعد أن جربت كل ما لديها من أدوات وأساليب لتأخير محادثات السلام وتعطيل الحوار السوري السوري، وإشعال الحروب والفتن لتقسيم الأوطان وتفتيتها.‏

- ميز المؤتمر بين المعارضة الحقيقية الوطنية المتمسكة بوحدة الوطن، والمعارضة الكاذبة المهترئة المرتهنة لمشروعات معادية لسورية والمنطقة، والتي تعمل لخراب الوطن وتدمير مؤسساته وقتل أبناء الشعب، والجميع لاحظ وأيقن أن مجيء هؤلاء إلى المؤتمر أو عدم مجيئهم وإطلاق بيانات وخطب جاءت لتعطيل ما يمكن تعطليه لمسار الحل السلمي والسياسي للأزمة.‏

- سورية دولة وشعباً وقيادة وقائداً خرجت أقوى من ذي قبل بعد سبع سنوات من الحرب العدوانية الظالمة ضدها، وقد وضع مؤتمر سوتشي اللبنة الأولى للانطلاق إلى حل سياسي للأزمة، ويخدم المصالح الوطنية للشعب السوري في تحقيق الأمن والاستقرار واستثمار إنجازات وانتصارات جيشنا الباسل في الميدان ولاسيما ما حققه في العام الماضي، ويتابعه اليوم بكل حكمة واقتدار.‏

- نجاح سوتشي، أمر بغاية الأهمية، كونه رديفا أساسيا للعملية السياسية في جنيف بإشراف الأمم المتحدة، ومكانا يجتمع فيه السوريون، من كل الأطياف السياسية وغيرها لأول مرة منذ بداية الأزمة فلعله يكون بداية لدرب يعتمد الحوار الجاد والسلام أساساً لإنهاء الأزمة، ووقف الحرب، وفرصة تاريخية وساحة للانطلاق نحو آفاق إيجابية للمصالح.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية